( 21 سنة ) - السعودية
منذ سنتين

التوبة

السلام عليكم أنا أسرفت على نفسي كثير لين طار عقلي و صرت أحس إني مجنونة و كنت أحسن طالبة و صار مستواي جدا سيء و تدمرت جدا. طبعا أنا عجزت مع نفسي لكن رحمة الله واسعة مع إني فشلت بجهاد نفسي لسنين. الحمدلله و أخيرًا بديت أتغير شوي و بدى يرجع عقلي😭. ولكن أنا جدا تركيزي صعب و كثير تعبانة و دائما مهمومة. أنا للأسف فعلت الكبائر كل يوم حتى في ليالي وفيات أهل البيت ع أنا تبت بس مو مرتاحة بعدني مهمومة، هل هذا المفروض أحس فيه إلى الأبد؟ و شلون أعرف الله قبل توبتي؟كيف أرجع أحس بالسعادة و السكينة و النجاح؟


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة.. قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}. وقال عزوجل: {قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}، وقال جل جلاله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}، وقال عزت آلاؤه: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}. فرحمة الله تعالى واسعة، وبابه مفتوح للعاصين، بل يحبهم ويفرح برجوعهم إليه: روي عن أبي جعفر (عليه السلام): «إن الله تعالى أشد فرحا بتوبة عبده من رجل أضل راحلته ومزاده في ليلة ظلماء، فوجدها فالله أشد فرحا بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها». فالمهم -أختي الكريمة- أن تركزوا على الاستقامة -الآن ومستقبلا- وعمل الصالحات ليكون ذلك تكفيرا عما فات من المعاصي، وقبل ذلك لابد من اجتناب المحرمات (خصوصا ما فيه حقوق الناس كقطع الرحم وعقوق الوالدين وترك دفع الخمس). أما التفكير بالمعصية بشكل محبط فهذا غير صحيح ولا يثمر شيئا، بل مضر لكم كثيرا.. الشيطان له أساليب عديدة في إبعاد الإنسان عن ربه، ومنها أن يبعث اليأس في نفسه والإحباط. قال تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، {وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ}. فانسوا الماضي، وما عليكم إلا اصلاح الآثار التي بقيت منه، وافتحوا صفحة جديدة مع الله تعالى واعلموا أنه يحبكم ولن يترككم مهما ابتعدتم عنه. ثم لا يكن ما حصل معكم سببا للإعراض عن الدنيا، فإن هذا غير مطلوب منكم أبدا، فعن الإمام الصادق (عليه السلام): «ليس منّا من ترك دنياه لآخرته، ولا آخرته لدنياه». أدام الله رعايته لكم..