السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة.. أعانكم الله تعالى على ما تعانونه من ضغط نفسي بسبب المشاكل التي تحيط بكم.. لكن اعلموا أن الدنيا هذه حالها، ولا يمكن الراحة فيها لأننا لم نخلق فيها لنرتاح، بل خلقنا للآخرة، والراحة فيها إذا أطعنا الله تعالى. وعليكم بالحذر الشديد من أن تخلطوا بين الصعوبات التي تواجهكم وبين الأحكام الدينية؛ فتحملون الدين مسؤولية المشاكل التي تعانون منها! الدين الإسلامي دين رحمة ويريد العزة للإنسان والحياة الهنيئة سواء كان رجلا أم امرأة، ولا يفرق بينهما، بل دائما يوصي بالمرأة خيرا. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}. فكما ترون لم يفرق بين المرأة والرجل، ولم يفضل أحدهما على الآخر، بل التقي هو الأفضل وإن كان أنثى، وغير التقي هو الأدنى وإن كان رجلا. أما الأحكام الشرعية فأغلبها مشتركة بين الرجل والمرأة، وليس من الصحيح أبدا أن يقال: (كل شيء حلال للرجل وحرام للمرأة)؛ فالطعام والشراب والنوم والزواج والسفر والتداوي والكلام والتعلم والمصادقة والتزاور ... المزید كل ذلك مشترك بين المرأة والرجل. نعم هناك بعض الاختلافات في الرجل والمرأة تقتضي الاختلاف بالأحكام بحسب الحكمة الإلهية والعدل الرباني، ومع ذلك فليس التحريم خاصا بالمرأة فقط، بل عدة من الأمور محرمة على الرجل أو واجبة عليه، وفي المقابل تكون حلالا للمرأة، كلبس الحرير والذهب المحرمان على الرجل والمحللان للمرأة، والجهاد الواجب على الرجل وغير الواجب على المرأة، إلى غير ذلك من الأمثلة العديدة في الأمور التي يكلف بها الرجل دون المرأة، ومع ذلك لم نسمع من رجل يوما أنه تَذَمّر واشتكى من التكاليف الملقاة على عاتقه وقال: (لماذا هذه علي حرام وعلى المرأة حلال؟!). أما قضية اللباس والزينة فالأمر ليس كما تفضلتم؛ فلا يجوز للرجل أن يلبس ما يريد، بل هناك عدة من الملابس لا تجوز له، ولا يجوز له أن يتزين كيفما يريد، كذلك. مثلا: لا يجوز للرجل أن يلبس اللباس المثير للشهوة، أو يتخذ ملابس النساء زيا له، بل يجب عليه ستر وجهه إذا كان موجبا للفتنة، حاله حال المرأة. وتفصيل هذه المسائل يطلب من الفقه. ولو تأملتم قليلا في مسألة وجوب الحجاب على المرأة وعدم جواز التزين لها، لوجدتم ذلك مقتضى الحكمة الإلهية؛ فإن المفاسد العظيمة التي يقع فيها الشباب والشابات أساسها هو خروج المرأة متزينة أمام المجتمع؛ بحيث توجب إغراء الشباب وطمعهم فيها. اقرؤوا قليلا في أحوال الغرب لتروا الأعداد الهائلة من حالات الاغتصاب، والقتل للبنات اللاتي في عمر الزهور، بينما اقرؤوا عن المناطق المحافظة الملتزمة بالتعاليم الإسلامية، وستجدون هذه الحالات منعدمة عندهم تقريبا، بل لا يمكن أن تقاس بتلك الحالات الفظيعة في المجتمع الغربي! المرأة جوهرة ثمينة يحترمها المسلم ويسعى للحفاظ عليها، والجوهرة لا تلقى في الشوارع لينظر إليها من هب ودب! بل لابد أن تُحفظ في مكان خاص يليق بشأنها الرفيع. أختي الكريمة.. ابحثي في كل ديانات العالم، وثقافاته، لن تجدي أفضل من دينك الإسلامي في تكريمك والحفاظ عليك؛ فاعرفي هذه النعمة التي أنت فيها، ولا تفرطي فيها بسبب الرغبات العابرة التي تحصل مع الشابات في مثل عمرك. وأخيرا نوصيكم بقراءة كتاب (رسالة المرأة في الحياة) للسيد محمد باقر السيتاني دامت بركاته، وكتاب (مقالات حول حقوق المرأة) للشيخ محمد صنقور حفظه الله. أما مشاكلكم في البيت فالكلام فيها يطول ونكون بخدمتكم في سؤال آخر إن أحببتم.. وفقكم الله لكل خير..