اكرم علي كريم ( 28 سنة ) - العراق
منذ سنتين

العقاب بالابن

سلام عليكم سؤالي هل الله سبحانه وتعالى يحاسب الأب بأبنه في الدنيا مثل ان يولد معاق او عاق لوالديه


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي العزيز.. قد يوقع الله تعالى عبده المؤمن في بلاء عقابا على معصيته، أو لأجل غفران ذنبه، أو لتنبيهه وإيقاظه من غفلته، ونحو ذلك من الأسباب التي تؤدي إلى البلاء. ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): 1- «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ ولَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنَ الْعَمَلِ مَا يُكَفِّرُهَا ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِالْحُزْنِ لِيُكَفِّرَهَا». 2- «إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ لَيَكُونُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ الدَّرَجَةُ لَا يَبْلُغُهَا بِعَمَلِهِ فَيَبْتَلِيهِ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ يُصَابُ بِمَالِهِ أَوْ يُصَابُ فِي ولَدِهِ فَإِنْ هُوَ صَبَرَ بَلَّغَهُ اللَّهُ إِيَّاهَا». 3- «مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وبِهِ وجَعٌ فِي شَيْ‏ءٍ مِنْ بَدَنِهِ لَا يُفَارِقُهُ حَتَّى يَمُوتَ يَكُونُ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ‏». 4- «لَا يَمْضِي عَلَى الْمُؤْمِنِ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً إِلَّا عَرَضَ لَهُ أَمْرٌ يَحْزُنُهُ يُذَكِّرُهُ رَبَّهُ‏». لكن ليس من الصحيح أن يعيش الإنسان الألم والمعاناة النفسية لما يحصل معه من البلاء، بل لابد أن يسلم أمره إلى الله تعالى وينظر إلى البلاء على أنه نعمة من الله تعالى، وهبة ربانية أرسلها له لأن مصلحته بها. روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): 1- «لَنْ‏ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ‏ حَتَّى تَعُدُّوا الْبَلَاءَ نِعْمَةً والرَّخَاءَ مُصِيبَةً». 2- «لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا لَهُ فِي الْمَصَائِبِ مِنَ الْأَجْرِ لَتَمَنَّى أَنْ يُقْرَضَ بِالْمَقَارِيضِ‏». 3- «الْمَصَائِبُ مِنَحٌ مِنَ اللَّهِ والْفَقْرُ عِنْدَ اللَّهِ مِثْلُ الشَّهَادَةِ ولَا يُعْطِيهِ مِنْ عِبَادِهِ إِلَّا مَنْ أَحَبَ‏». 4- «مَا أَحَبَّ اللَّهُ قَوْماً إِلَّا ابْتَلَاهُمْ‏». فلو نظر الإنسان إلى البلاء على أنه رحمة من الله تعالى؛ فإن تأثيره النفسي عليه سوف يزول، ولا يشعر بالعذاب. اقنعوا بما جاءكم من الله تعالى، وسوف تشعرون بالراحة والاطمئنان؛ فالقناعة كنز لا يفنى. تكليفكم ليس التفكير بالبلاء وأنه عقاب من الله تعالى على ما فعلتم، بل تكليفكم أن تصلحوا ما صدر منكم وتستغفروا الله تعالى وترجعون إليه. والتفكير بالماضي لن يغير شيئا من الواقع. وفقكم الله لكل خير..

2