السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا
ذكرت لفظة ((نعمة)) في القرءان الكريم في أربعة وثلاثين موضعا (44)، رسمت على القياس المعتاد في الكتابة العربية، وأبدلت التاء المربوطة تاءً مفتوحة في أحد عشر موضعا في الآيات المقدسات.
وليس هناك تفسير واضح لذلك ولكن قيل إن تاء التأنيث في الأسماء أصلها تاء كما هو مذهب أكثر النحاة ومنهم: سيبويه والفراء وابن كيسان وابن جني.
ولكنها تقلب في الوقف هاء في الأغلب للتفريق بين التاءين الاسمية والفعلية، أو بين التاء التي هي للتأنيث كالغاشية والقارعة والتي هي من أصل الكلمة؛ كما في كلمة القت وعفريت وعنكبوت. ومن العرب من يقف عليها بالتاء كما نقله أبو الخطاب وهي لغة حمير وطيء، وقد كتبت بعض التاءات في القرآن مبسوطة مراعاة لهذه اللغة، ومن شواهد هذه اللغة قول الراجز:
الله نجاك بكفي مسلمت * من بعد ما وبعدما وبعدمت
صارت نفوس القوم عند الغلصمت * وكادت الحرة أن تدعى أمت
كذا في شافية ابن الحاجب، وفي شرح الأشموني للألفية. وقد ذكر الأشموني من أمثلته ما سمع من قول بعضهم: يا أهل سورة البقرت. فقال مجيب: ما أحفظ منها ولا آيت.
وذكر أن هذه اللغة كتب بها في المصحف إن شجرت الزقوم، وامرأت نوح، وأشباه ذلك، وأنها وقف عليها بالتاء كل من: نافع وعاصم وأبي عامر وحمزة.
وذكر بعض الباحثين نلاحظ حين تدبرنا للآيات الكريمة التي وردت فيها “نعمة” بالتاء المربوطة أنها تتحدث إما عن نعم الله الظاهرة للعيان وهي النعم العامة للبشر جميعًا ... المزید أو تتحدث عن أقل شيء يطلق عليه “نعمة” مثل : “وما بكم من نعمة فمن الله “ " النحل :53" ، أي أن ما بكم من أقل شيء يطلق عليه “نعمة” فهو من الله وليس أي مخلوق بقادر على أن ينعم عليكم بأقل نعمة ... وطبيعي أن تأتي كلمة “نعمة” في هذا المجال بالتاء المربوطة ؛ لأنها محدودة ومربوطة …
أما حينما تأتي “نعمت” بالتاء المفتوحة فإنها تدل على النعمة الخاصة التي وهبها الله للمؤمنين من عباده ...
كما أنها تدل على النعم المفتوحة التي لا يمكن إحصاء عددها .
دمتم في رعاية الله