تفسير الاية
السلام عليكم ماتفسير قوله تعالى ( واذا قرئ القران فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون ) ؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ٣٤٦-٣٤٨: قد اختلف المفسرون في أن الإنصات والسكوت هنا في الآية، هل هو عند قراءة القرآن في جميع الموارد؟ أم هو منحصر وقت الصلاة وعند قراءة إمام الجماعة؟ أم هو عندما يقرأ إمام الجمعة - في خطبة الصلاة - القرآن؟ كما أن هناك أحاديث شتى في هذا الصدد في كتب الفريقين في تفسير هذه الآية. والذي يستفاد من ظاهر الآية أن هذا الحكم عام غير مختص بحال ما ولا وقت معين. إلا أن الروايات المتعددة الواردة عن الأئمة الطاهرين، بالإضافة إلى إجماع العلماء واتفاقهم على عدم وجوب الاستماع عند قراءة القرآن في أية حال، يستدل من ذلك على أن هذا الحكم بصورة كلية حكم استحبابي، أي ينبغي إن قرئ القرآن - حيثما كان، وكيف كان - أن يستمع الآخرون وينصتوا احتراما للقرآن، لأن القرآن ليس كتاب قراءة فحسب، بل هو كتاب فهم وإدراك، ثم هو كتاب عمل أيضا. وهذا الحكم المستحب ورد عليه التأكيد إلى درجة أن بعض الروايات عبرت عنه بالوجوب. إذ ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: " يجب الإنصات للقرآن في الصلاة وفي وقد اختلف المفسرون في أن الإنصات والسكوت هنا في الآية، هل هو عند قراءة القرآن في جميع الموارد؟ أم هو منحصر وقت الصلاة وعند قراءة إمام الجماعة؟ أم هو عندما يقرأ إمام الجمعة - في خطبة الصلاة - القرآن؟ ولعل جملة لعلكم ترحمون إضافة إلى الروايات والإجماع، تشير إلى استحباب هذا الحكم أيضا. والمورد الوحيد الذي يجب فيه السكوت أو يكون حكم السكوت فيه واجبا، هو في صلاة الجماعة، إذ على المأموم أن يسكت ويستمع لقراءة الإمام، حتى أن جمعا من الفقهاء قالوا: إن هذه الآية تدل على سقوط الحمد والسورة من قبل المأموم " عند صلاه الجماعة ". ومن جملة الروايات الدالة على هذا الحكم ما روي من حديث عن الإمام الباقر (عليه السلام) " وإذا قرئ القرآن في الفريضة خلف الإمام فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون " . وأما استعمال " لعل " في هذه الجملة، فهو - كما أشرنا سابقا - لغرض أن تشملكم رحمة الله، فمجرد السكوت غير كاف، بل توجد أمور أخرى منها العمل بالآي أيضا. ولا بأس أن نذكر الملاحظة التي بينها الفقيه المعروف الفاضل المقداد السيوري في كتابه " كنز العرفان " إذ فسر الآية تفسيرا آخر فقال: إن المراد من الآية هو الإصغاء للآيات وإدراك مفاهيمها والإذعان لإعجازها. ولعل هذا التفسير كان بسبب أن الآية السابقة كانت تتكلم عن المشركين، إذ كانوا يتذرعون بحجج واهية في شأن نزول القرآن، فالقرآن يقول لهم: فاستمعوا وانصتوا لعلكم تعرفون الحق . وليس هناك مانع من أن نعتبر مفهوم الآية واسعا بحيث يشمل جميع الكفار والمسلمين، فغير المسلمين عليه أن يستمع وينصت للقرآن ويفكر فيه حتى يؤمن فينال رحمة ربه، والمسلم عليه أن يستمع ويدرك مفهوم الآي ويعمل به لينال رحمة ربه، لأن القرآن كتاب إيمان وعلم وعمل للجميع، لا لطائفة خاصة أو فريق معين. دمتم في رعاية الله