خادمة الزهراء ( 36 سنة ) - العراق
منذ سنتين

تفسیر ايه

بسم الله الرحمن الرحيم واذكر عبدنا ايوب اذا نادى ربه اني مسني الشيطان بنصب وعذاب السؤال ماالمقصود ب (مسني الشيطان)و هل يعني بالمعنى السحر ام مس الجن المعروف ممكن جواب وفقكم الله


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا جاء في تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٧ - الصفحة ٢٠٩-٢١٠: الظاهر أن المراد من مس الشيطان له بالنصب والعذاب استناد نصبه وعذابه إلى الشيطان بنحو من السببية والتأثير وهو الذي يظهر من الروايات، ولا ينافي استناد المرض ونحوه إلى الشيطان استناده أيضا إلى بعض الأسباب العادية الطبيعية لان السببين ليسا عرضيين متدافعين بل أحدهما في طول الاخر. ولا دليل يدل على امتناع وقوع هذا النوع من التأثير للشيطان في الانسان وقد قال تعالى: " إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان " المائدة: 90 فنسبها أنفسها إليه، وقال حاكيا عن موسى عليه السلام: " هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين " القصص: 15يشير إلى الاقتتال. ولو أغمض عن الروايات أمكن أن يحتمل أن يكون المراد بانتساب ذلك إلى الشيطان إغراؤه الناس بوسوسته أن يتجنبوا من الاقتراب منه وابتعادهم وطعنهم فيه أن لو كان نبيا لم تحط به البلية من كل جانب ولم يصر إلى ما صار إليه من العاقبة السوأى وشماتتهم واستهزاؤهم به. وقد أنكر في الكشاف ما تقدم من الوجه قائلا: لا يجوز أن يسلط الله الشيطان على أنبيائه عليه السلام ليقضي من تعذيبهم وإتعابهم وطره ولو قدر على ذلك لم يدع صالحا إلا وقد نكبه وأهلكه، وقد تكرر في القرآن أنه لا سلطان له إلا الوسوسة فحسب. انتهى. وفيه أن الذي يخص الأنبياء وأهل العصمة أنهم لمكان عصمتهم في أمن من تأثير الشيطان في نفوسهم بالوسوسة، وأما تأثيره في أبدانهم وسائر ما ينسب إليهم بإيذاء أو إتعاب أو نحو ذلك من غير إضلال فلا دليل يدل على امتناعه، وقد حكى الله سبحانه عن فتى موسى وهو يوشع النبي عليه السلام: " فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره " الكهف: 63. ولا يلزم من تسلطه على نبي بالايذاء والاتعاب لمصلحة تقتضيه كظهور صبره في الله سبحانه وأوبته إليه أن يقدر على ما يشاء فيمن يشاء من عباد الله تعالى إلا أن يشاء الله ذلك وهو ظاهر. دمتم في رعاية الله

2