ترك الصلاة
انا فتاة حصل في قلبي غل اوقفني عن اداء الصلوات في وقتها وقراءة القرأن ومهما افعل اكون لا استطيع كأن شيئآ يمنعني وفى الماضى كنت مواظبة على الصلوات ومجتهدة وحتى الآن في نفسي اريد اصلي ولاكن لا أستطيع القيام لأداء الصلاة مع ان النية في القلب موجودة ودائمآ اوبخ نفسي واعاتبها بيني وبينها ولاكن لايجدي ذالك نفعآ... وأصبحت لا أستطيع اقرأ القرأن ولا اكون متشوقة لسماعه كما كنت فماذا افعل هذا الشيء يضايقني واحس ان يداي مغلولة😭😭 لا أدري م اللذي يمنعني كأنه قد مات ضميري، مع اني اعاتبه..فما اللذي غل قلبي
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة.. أول ما يجب أن تفعلوه هو أن ترفعوا من ذهنكم فكرة (لا أستطيع)، فهذه كذبة لا واقع لها، وإنما الشيطان يسولها لكم، فلا معنى أصلا لعدم استطاعة الصلاة؛ فأنتم مختارون في فعلكم وتستطيعون بكل إرادة أن تتوضؤوا وتفرشوا السجادة وتصلوا.. فلا تقبلوا أن تكونوا مخدوعين من الشيطان! فباشروا فورا الصلاة فليس لكم أي عذر أمام الله تعالى.. وبعد ذلك: 1- لابد من مراجعة النفس والنظر في الأسباب التي أدت إلى فعل هذا الشيء الشنيع (ترك الصلاة) الذي وردت الروايات فيه: أن تارك الصلاة كافر! الإنسان لعله بسبب إقامته على عصيان الله تعالى واستمراره بالمعصية قد يؤدي به المطاف إلى ترك عمود دينه (الصلاة). ومن أبرز المعاصي التي يبتلي بها الإنسان: عقوق الوالدين، وقطع الرحم، والغيبة، والكذب، وحبس حقوق الفقراء من الخمس وغيره، والتواصل مع الجنس الآخر بعلاقة الحب، ومشاهدة ما يخدش في الحياء من الصور والمقاطع، وما إلى ذلك مما يبتلي به كثير من الشباب والعياذ بالله. فإذا وقع منكم شيء من ذلك والعياذ بالله، فعليكم اجتنابه فورا والتوبة والرجوع إلى الله تعالى. 2- يظهر من سؤالكم أن هذه القضية قد أثرت على نفسيتكم سلبا، وعليه فعليكم بعفل الأمور التي تؤثر إيجابا على الحالة النفسية. ومن أهم تلك الأمور: أولا: الترويح عن النفس؛ فإن الترويح عن النفس و(كسر الروتين) كما يعبرون، من أهم الأمور المعينة للإنسان على عمله في مختلف المجالات؛ فعن النبي (صلى الله عليه وآله): «في صحف إبراهيم: على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له (أربع ساعات): ساعة يناجي فيها ربه عز وجل. وساعة يحاسب فيها نفسه. وساعة يتفكر فيما صنع الله عز وجل إليه. وساعة يخلو فيها بحظ نفسه من الحلال فإن هذه الساعة عون لتلك الساعات واستجمام للقلوب وتوزيع لها». فحاولوا الخروج إلى بعض الأماكن الترفيهية، والذهاب للزيارة، وعزيمة الأقارب وما إلى ذلك مما يريح النفس ويغير الجو. ثانيا: مارسوا الرياضة بشكل منتظم (ساعة في اليوم)؛ فإن لها أثرا إيجابيا كبيرا على الصحة النفسية للإنسان؛ فلا تهملوها أبدا. ثالثا: عالجوا المشاكل الصحية التي تسبب الكآبة، كنقص فيتامين (د) الذي صار شائعا جدا في السنين الأخيرة خصوصا لدى النساء، وله آثار سلبية جدا على مسألة الكآبة. وإن لزم الأمر أن تراجعوا الطبيب فذلك ضروري. رابعا: لا تبقوا في يومكم فراغا أبدا، بل اشغلوا كل وقت لكم بالعمل والنشاط، بحيث إذا أردتم النوم تنامون بسرعة من التعب والنشاط الذي بذلتموه فلا تجدون وقتا للتفكير بالأفكار السلبية. ومهما أمكن لا تبقوا وحدكم في غرفة ونحوها. خامسا: اجعلوا لحياتكم هدفا تسعون إلى تحقيقه بجد واجتهاد، بحيث يأخذ مجالا واسعا من فكركم. والمجالات والأهداف كثيرة يمكنكم البحث فيها عما يناسبكم، كأن يكون هدفكم إكمال الدراسة إذا لم تكونوا أكملتموها، أو العمل في بعض المجالات التي فيها فائدة لكم أو خدمة للآخرين، أو تعلم علوم أهل البيت عليهم السلام وتقوية الثقافة الدينية، وما إلى ذلك. المهم أن يكون لكم هدف نافع تسعون إلى تحقيقه. 3- اعتنوا كثيرا بالصدقة وفعل الخيرات وإدخال السرور على الناس -كإخوانكم الصغار أو والديكم أو أقاربكم- فإن ذلك له دخالة في تقويم الإنسان وتوفيقه وحل مشاكله؛ فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله: «الصدقة تدفع البلاء المبرم، فداووا مرضاكم بالصدقة»، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة: - «سُوسُوا إِيمَانَكُمْ بِالصَّدَقَةِ»؛ أي: احفظوا إيمانكم بها. - «وَالَّذِي وسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ مَا مِنْ أَحَدٍ أَوْدَعَ قَلْباً سُرُوراً إِلَّا وخَلَقَ اللَّهُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ السُّرُورِ لُطْفاً فَإِذَا نَزَلَتْ بِهِ نَائِبَةٌ جَرَى إِلَيْهَا كَالْمَاءِ فِي انْحِدَارِهِ حَتَّى يَطْرُدَهَا عَنْهُ كَمَا تُطْرَدُ غَرِيبَةُ الْإِبِلِ». 4- البكاء: فمن المهم جدا الاعتناء به، سواء البكاء على النفس بسبب الذنوب والتقصير، أو البكاء على مصائب أهل البيت عليهم السلام؛ فإن للبكاء أثرا على النفس كبيرا. 5- تقوية المعرفة الدينية عن طريق مطالعة الكتب النافعة، واستماع المحاضرات أو الدروس الدينية، وإن أمكن أن تسجلوا في حوزة نسوية (موثوقة) فذلك أفضل. 6- الالتزام بقراءة المعوذتين مع الشعور بالالتجاء إلى الله فيهما بأن يعيذكم من شرور جميع المخلوقات. 7- الأذان بصوت عال بالبيت في أوقات الصلاة. 8- قراءة الحمد سبع مرات يوميا بنية شفاء نفسكم، مع الاعتقاد بأن الله تعالى يمن عليكم بالشفاء ببركتها. وفقكم الله لكل خير وأخذ بأيديكم لما يحب ويرضى.