١- هل التصوير في مراقد الأئمة الأطهار (عليهم السلام )أو في مكة المكرمة، ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، يُعدُّ رياءً؟
٢- إن لم يكن رياءً، فما القصد من نشرها؟
٣- ما هي كفارة الرياء؟
٤- كيف يمكن التخلص منه؟
١- لا يُعد رياءً في حد ذاته.
٢- كل عمل متعلق بقصد ونية فاعله.
٣- لا كفارة في الرياء، وإنما تجب المبادرة إلى التوبة منه؛ لأنَّه من كبائر الذنوب.
٤- يحصل التخلص من الرياء بتذكر ما توعّد به الله (تعالى) من عقوبة للمرائي، والالتفات إلى ما وعد به من جزيل الثواب لعباده المخلصين.
فينبغي التفكّر في عظمة الله الخالق وحقّه العظيم، وأنّ الله لا يقبل عمل المرائي.
فعن الصادق عليه السلام قال : « كلّ رياء شرك، إنّه من عمل للناس كان ثوابه على الناس ، ومَن عمل لله كان ثوابه على الله ».
وفي الحديث القدسي قال الله تعالى : « أنا خير شريك ، مَن أشرك معي غيري في عمل عمله لم أقبله، وهو لمَن عمل له، ولا أقبل إلّا ما كان خالصاً لي وحدي ».
نعم قد يوسوس الشيطان ليمنع المؤمن من العبادة، فيظهر له أنّه مراءٍ فلا بدّ من عدم الاهتمام بذلك، والاستمرار في العبادة.
ففي الحديث عن الصادق (عليه السلام) : « إذا أتى الشيطان أحدكم وهو في صلاته فقال: إنّك مرائي، فليطل صلاته ما بدا له ما لم تفته وقت فريضته ».
وفي الحديث عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ساْلته عن الرجل يعمل الشيء من الخير فيراه إنسان فيسرّه ذلك.
قال : « لا بأس ، ما من أحد إلّا وهو يحبّ أن يظهر له في الناس خير إذا لم يكن صنع ذلك لذلك » ؟
فالرياء هو طلب المنزلة في قلوب الناس بإظهار خصال الخير ، فيقصد المرائي بالعبادة أن تكون له منزلة عند الناس ، وهذا المعنى يزول عندما يلتفت المؤمن إلى أنّ العبادة لابدّ أن تكون لله تعالى، وأنّه هو المستحقّ للعبادة وهو القادر على كلّ شيء ، فإذا عمل المؤمن عملاً لله سرّاً يظهره الله تعالى للناس ، كما ورد في الحديث عن أبي عبد الله (عليه السلام) : « مَن أراد الله عزّ وجلّ بالقليل من عمله أظهره الله أكثر ممّا أراد ، ومَن أراد الناس بالكثير من عمله في تعب من بدنه وسهره من ليله ، أبى الله عزّ وجلّ إلّا ان يقلّله في عين مَن سمعه ».
مضافاً إلى ما تقدم نقول: إن الشيء إنما يُرغب فيه لكونه نافعا ، و إذا عُلم أنه ضار أعرض عنه البتة ، و حينئذ فينبغي لكل مؤمن أن يتذكر مضرة الرياء و ما يفوته من صلاح قلبه و ما يحرم عنه في الحال من التوفيق وفي الآخرة من المنزلة عند اللّه و ما يعترض له من المقت و العذاب و متى تذكر ذلك، و قابل ما يحصل له في الدنيا من الناس الذين راءى لأجلهم بما يفوته في الآخرة من ثواب الأعمال لترك الرياء لا محالة ، مع أن العمل الواحد ربما تترجح به كفة حسناته لو خلص، فإذا فسد بالرياء حُوّل إلى كفّة السيئات ، فتترجح به و يهوى إلى النار.
هذا مع أن المرائي في الدنيا متشتت الهمّ متفرق الباب بسبب ملاحظة قلوب الناس ، فان رضاهم غاية لا تدرك ، و كلما يرضى به فريق يسخط به فريق، و من طلب رضاهم في سخط اللّه سخط اللّه عليه و أسخطهم أيضا.
ثم أي غرض له في مدحهم و إيثار ذم اللّه لأجل مدحهم، و لا يزيده مدحهم رزقا و لا إجلالاً، و لا ينفعه يوم فقره و فاقته و هو يوم القيامة؟! و من كان رياؤه لأجل الطمع بما في أيدي الناس ينبغي أن يعلم ان اللّه هو المسخّر للقلوب بالمنع و الإعطاء ، و ان الخلق مضطرون فيه ، و لا رازق إلا اللّه ، و من طمع في الخلق لم يخل عن الذلّ و الخسّة ، و إن وصل إلى المراد لم يخل عن المنّة و المهانة ، و إذا قرر ذلك في نفسه ، زالت غفلته، و فترت عن الرياء رغبته، و أقبل على اللّه بقلبه ، و انقطع إلى جناب ربه.
ويكفيه أن يعلم أن الناس لو علموا ما في باطنه من قصد الرياء و إظهار الإخلاص لمقتوه ، و سيكشف اللّه عن سره حتى يبغّضه إليهم، و لو أخلص للّه لكشف اللّه لهم إخلاصه و حبّبه إليهم و سخّرهم له ، و أطلق ألسنتهم بمدحه و ثنائه ، مع أنه لا يحصل له كمال بمدحهم و لا نقصان بذمهم.