logo-img
السیاسات و الشروط
أم مرتضى ( 35 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

عاشوراء

السلام عليكم هل الامام الحسين (عليه السلام ) حفر بئرا في واقعة الطف أم لا؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا إنّ الإمام الحسين (عليه السلام )،حينما أضرَّه العطشُ وأصحابه بعد تطويق الفرات والحيلولة بينهم وبين الوصول إليه أمَرَ الإمامُ الحسين (ع) أصحابَه -كما أفاد ذلك عددٌ من المؤرِّخين- أنْ يحفروا بئرًا خلفَ المخيَّم فنبعتْ منه عينٌ فشربوا واستقوا ثم ما لبثتْ أنْ غارت، فبلغ ذلك عبيد الله بن زياد فأرسل إلى عمر بن سعد أنْ يشدِّد الحصار على الحسين (ع) وأصحابه ويمنعهم من حفر الآبار، وهكذا فعلَ عمر بن سعد. ونذكر شاهدين عن ذلك : الشاهد الأول: ما أورده ابن أعثم في كتابه الفتوح قال: "ثم إنَّ ابن زياد كتب إلى عمر بن سعد: أمَّا بعد، فقد بلغني أنَّ الحسين يشرب الماء هو وأولاده وقد حفروا الآبار ونصبوا الأعلام، فانظر إذا ورد عليك كتابي هذا فامنعهم من حفر الآبار ما استطعت وضيِّق عليهم، ولا تدعْهم يشربوا من ماء الفرات قطرةً واحدة، وافعل بهم كما فعلوا بالتقي النقي عثمان بن عفان -والسلام- قال: فعندها ضيَّق عليهم عمر بن سعد غاية التضييق .. فاشتدَّ العطشُ من الحسين وأصحابه وكادوا أنْ يموتوا عطشا". الشاهد الثاني: ما أورده الخوارزمي في كتابه مقتل الحسين (ع) قال: ".. رَجَعَت تِلكَ الخَيلُ حَتّى نَزَلَت عَلَى الفُراتِ، وحالوا بَينَ الحُسَينِ (عليه السّلام) وأصحابِهِ وبَينَ الماءِ، فَأَضَرَّ العَطَشُ بِالحُسَينِ (عليه السّلام) وبِمَن مَعَهُ، فَأَخَذَ الحُسَينُ (عليه السّلام) فَأسًا وجاءَ إلى وَراءِ خَيمَةِ النِّساءِ، فَخَطا عَلَى الأَرضِ تِسعَ عَشرَةَ خُطوَةً نَحوَ القِبلَةِ، ثُمَّ احتَفَرَ هُنالِكَ، فَنَبَعَت لَهُ هُناكَ عَينٌ مِنَ الماءِ العَذبِ، فَشَرِبَ الحُسَينُ (عليه السّلام) وشَرِبَ النّاسُ بِأَجمَعِهِم، ومَلَؤوا أسقِيَتَهُم، ثُمَّ غارَتِ العَينُ، فَلَم يُرَ لَها أثَرٌ. وبَلَغَ ذلِكَ عُبَيدَ اللَّهِ، فَكَتَبَ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ: بَلَغَني أنَّ الحُسَينَ يَحفِرُ الآبارَ، ويُصيبُ الماءَ، فَيَشرَبُ هُوَ وأصحابُهُ، فَانظُر إذا وَرَدَ عَلَيكَ كِتابي فَامنَعهُم مِن حَفرِ الآبارِ مَا استَطَعتَ، وضَيِّق عَلَيهِم، ولا تَدَعهُم أن يَذوقوا مِنَ الماءِ قَطرَةً، وَافعَل بِهِم كَما فَعَلوا بِالزَّكِيِّ عُثمانَ وَالسَّلامُ. فَضَيَّقَ عَلَيهِمُ ابنُ سَعدٍ غايَةَ التَّضييقِ". دمتم في رعاية الله

5