غالب جاسم لفتة العبودي ( 56 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

لماذا أخفى الله ليلة القدر وما علاقتها بالزهراء (ع)؟

لماذا أخفى الله ليلة القدر وما علاقتها بالزهراء (ع)؟


أهلا وسهلا بالسائل الكريم لعلنا نقتنص الإجابة من خلال بعض القرائن التي تحيط بأجواء الروايات الواردة بهذه المسألة فنخرج بنتيجة مفادها: يمكن أن يكون تعمد الإبهام راجع الى توجيه الناس حول الاهتمام بمجموع تلك الليالي المباركة، مما يعني أنها ستحيا جميعها بالتلاوة والأذكار والصلوات وهي عين ما يطلبه المولى عزوجل حيث دلت آيات الذكر الحكيم على أن العبد لا بد أن يلتجأ الى الله تعالى في السراء والضراء. وقد يقال مع هذا الذي تقدم إلا أنه ليس سبباً كافياً لإخفاء هذه الليلة، فالدعاء مستحب على أي حال. يمكن القول إن الله تعالى كما قد أخفى غضبه في مجموعة من المعاصي ليتجنب الناس جميع أنواع المعاصي، حتى ورد (لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت)، وكما أن الأولياء قد أخفاهم الله بين العباد حتى يكون جميع العباد لهم حرمة، وكما أخفى الآجال فلا يدري المرء متى تحين ساعته الغرض منه أن يكون مترقباً للموت في أي لحظة ومكان، فكذلك أخفى تلك الليلة بين مجموعة من الليالي ليطلبها العباد طلباً حثيثاً ويجتهدوا فيها في التلاوة والذكر والصلاة، لأن الناس لو علموا فضل هذه الليلة وأثرها التكويني على مستقبلهم لاستسهلوا طلبها في عموم السنة لا في ليلتين أو ثلاث. فأما عن الأثر التكويني المترتب على هذه الليلة فقد ورد عن حُمْرَانَ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا جَعْفَرٍ (الباقر) (عليه السلام) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ... المزید). قَالَ : "نَعَمْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، وَ هِيَ فِي كُلِّ سَنَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ ، فَلَمْ يُنْزَلِ الْقُرْآنُ إِلَّا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) قَالَ: يُقَدَّرُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ كُلُّ شَيْ‏ءٍ يَكُونُ فِي تِلْكَ السَّنَةِ إِلَى مِثْلِهَا مِنْ قَابِلٍ خَيْرٍ وَ شَرٍّ، وَ طَاعَةٍ وَ مَعْصِيَةٍ، وَ مَوْلُودٍ وَ أَجَلٍ أَوْ رِزْقٍ . فَمَا قُدِّرَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ وَقُضِيَ فَهُوَ الْمَحْتُومُ وَلِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ الْمَشِيئَةُ ". قَالَ قُلْتُ: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) أَيُّ شَيْ‏ءٍ عُنِيَ بِذَلِكَ؟ فَقَالَ: "الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا مِنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَأَنْوَاعِ الْخَيْرِ، خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ فِي أَلْفِ شَهْرٍ لَيْسَ فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، وَلَوْ لَا مَا يُضَاعِفُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْمُؤْمِنِينَ مَا بَلَغُوا، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُضَاعِفُ لَهُمُ الْحَسَنَاتِ بِحُبِّنَا". وأما عن فضل العمل فيها فقد ورد عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالُوا قَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا سَعِيداً السَّمَّانَ كَيْفَ يَكُونُ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ قَالَ الْعَمَلُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ فِي أَلْفِ شَهْرٍ لَيْسَ فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ. (( العتبة الحسينية المقدسة )) أما علاقتها بالسيدة الزهراء (عليها السلام) ورد في تفسير نور الثقلين والبرهان وكتاب بحار الأنوار عن تفسير فرات الكوفي مسنداً عن الإمام الباقر (عليه السلام) في تفسير سورة القدر، قال: إنّ فاطمة هي ليلة القدر، من عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر، وإنّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها، ما تكاملت النبوّة لنبيّ حتّى أقرّ بفضلها ومحبّتها وهي الصدّيقة الكبرى، وعلى معرفتها دارت القرون الاُولى. وعن أبي عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: {إنَّا أنزَلْـنَاهُ فِي لَـيْلَةِ القَدْرِ}، الليلة فاطمة الزهراء والقدر الله، فمن عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر، وإنّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها عن زرارة عن حمران قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عمّا يفرق في ليلة القدر، هل هو ما يقدّر الله فيها؟ قال: لا توصف قدرة الله إلاّ أنّها قال: {فِيهَا يُـفْرَقُ كُلُّ أمْر حَكِيم} فكيف يكون حكيماً إلاّ ما فرق، ولا توصف قدرة الله سبحانه لأنّه ((السيد عادل العلوي))

2