logo-img
السیاسات و الشروط
( 31 سنة ) - السعودية
منذ 3 سنوات

الإجابة والاستجابة

ما الفرق بين الإجابة والاستجابة في الدعاء كما جاء في القرآن الكريم؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا الإجابة في اللغة : الطاعة ، وإعطاء ما سئل ، يقال: أجابت السماء بالمطر ، وأجابت الأرض بالنبات ، كأن الأرض سألت السماء المطرَ، فأعطت ، وسألت السماء الأرض النبات فأعطت. فالإجابة من الله -عزَّ وجلَّ- الإعطاء ، ومن العبد الطاعة ". وقال "أبو حيان" في "البحر المحيط" (2/ 209) : " ( فليستجيبوا لي ) أي : فليطلبوا إجابتي لهم إذا دعوني ، قاله ثعلب ، فيكون : استفعل ، قد جاءت بمعنى الطلب ، كاستغفر ، وهو الكثير فيها : أو فليجيبوا لي إذا دعوتهم إلى الإيمان والطاعة ، كما أني أجيبهم إذا دعوني لحوائجهم ، قاله مجاهد ، وأبو عبيدة ، وغيرهما . وفَرَّق الرماني بين أَجاب ، واستجاب: بأنَّ ( استجاب ) لا يكون إلا فيما فيه قبول لِما دُعِي إليه، نحو : فاستجبنا لَهُ [الأنبياء: 76] ، فاستجاب لَهُمْ رَبُّهُمْ [آل عمران: 195] . وأمَّا ( أجاب ) فأعمُّ ، لأنه قد يُجيب بالمخالفة ، فَجَعَل بينهما عموماً وخصوصاً ". وَعَنِ الْفَرَّاءِ ، وَعَلِيِّ بْنِ عِيسَى الرَّبَعِيِّ : أَنَّ ( اسْتَجَابَ ) أَخَصُّ مِنْ ( أَجَابَ ) ، لِأَنَّ ( اسْتَجَابَ ) يُقَالُ لِمَنْ قَبِلَ مَا دُعِيَ إِلَيْهِ ، وَ( أَجَابَ ) أَعَمُّ، فَيُقَالُ لِمَنْ أَجَابَ بِالْقَبُولِ ، وَبِالرَّدِّ. وَقَالَ الرَّاغِبُ: ( الِاسْتِجَابَةُ ) هِيَ التَّحَرِّي لِلْجَوَابِ ، وَالتَّهَيُّؤُ لَهُ ، لَكِنْ عَبَّرَ بِهِ عَنِ ( الْإِجَابَةِ ) لِقِلَّةِ انْفِكَاكِهَا مِنْهَا . وَيُقَالُ: اسْتَجَابَ لَهُ ، وَاسْتَجَابَهُ ، فَعُدِّيَ فِي الْآيَةِ بِاللَّامِ ، كَمَا قَالُوا : حَمِدَ لَهُ ، وَشَكَرَ لَهُ ، وَيُعَدَّى بِنَفْسِهِ أَيْضًا مِثْلُهُمَا . قَالَ كَعْبُ بْنُ سَعْدٍ الْغَنَوِيُّ، يَرْثِي قَرِيبًا لَهُ: وَدَاعٍ دَعَا يَا مَنْ يُجِيبُ إِلَى النِّدَا ... المزید فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُجِيبُ "، انتهى . و"الإجابة والاستجابة" تفسر بقبول الدعاء ، وإيتاء السؤْل . وكل ما في القرآن من الفعل استجاب ، ومضارعه ، وأمره : فهو بمعنى إيتاء السؤل إمدادًا بالمطلوب . دمتم في رعاية الله

1