( 17 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الحرب الفكريه

هسه احنه جاي نمر بحرب فكريه والكل يعرف بين السنه والشيعه زين شلون واحد يبتعد عن هاي الحرب ويتسمك بدينه الصحيح وبمذهبه وما يتأثر بهاي السوالف الطائفيه حرفيا صارت الحرب هاي تأثر علينا سواء بمواقع التواصل او بالحياة الواقعيه وتزرع الحقد بين الطرفيين


الحرب الفكرية الأخطر هي على الإسلام عموما، بل الحرب على كل الأديان، بل على الإنسانية بأصلها؛ فإن ما يروج له من أفكار منحرفة لا تمس الشيعة فقط، بل ولا المسلمين، بل ولا أصحاب الأديان الأخرى فقط، بل الحرب موجهة لكل إنسان مستقيم.. نعم هناك حروب فكرية خاصة بالمسلمين أو بالشيعة فقط، لكن لا ينبغي تسليط الضوء عليها لوحدها وإهمال باقي الأفكار المنحرفة.. والمواجهة للحرب الفكرية بشكل عام تكون بعدة أمور نذكر بعضا منها: 1- تحصين النفس بالعقائد الحقة وتربية الأولاد عليها. وقد تكلمنا بهذا الأمر في جواب سؤال سابق سنرفقه أسفل هذا الجواب. كما ذكرنا فيه جملة من الأمور الأخرى التي تتعلق بجواب سؤالكم فلاحظوها. 2- عدم الاتباع لأي جهة من الجهات، بل أخذ المعارف الدينية من الحوزة الشريفة بما أنها وسيلة للوصول إلى تلك المعارف، من دون إيجاد حالة من التبعية لشيخ أو سيد أو مرجع.. حالة التبعية للأشخاص وتقديسهم، من أخطر الأمور التي نعيشها في الوقع الحالي، بل في كل زمان! والمسألة في الآونة الأخيرة صارت بشكل فضيع؛ حيث كنا نرى بعض الناس يقدسون مرجعا أو من يدعي أنه مرجع، أما الآن فصار التقديس للجهلة لمجرد أنهم خرجوا على وسائل التواصل بعنوانهم البراق (الدفاع عن الشيعة) فترى لكل واحد من هؤلاء أتباعه ومحبوه الذين يدافعون عنه بل يغالون فيه ويسلمونه عقولهم ليتحكم بها، ويتركون من أمرهم أهل البيت بالرجوع إليهم وهم (الفقهاء العدول). 3- تقوية الارتباط بالحوزة العلمية من منبعها الأصيل، وذلك عبر إقامة الندوات ونحوها بحضور فضلاء الحوزة والاحتكاك بهم وسؤالهم. فليس من الصحيح لمن يريد دينا رصينا أن يأخذ كل معارفه من الخطباء خصوصا وأن كثيرا منهم لم يدرس الحوزة أصلا أو لم يكمل دراسته، وبالتالي لا يعطي المعلومة الصحيح، بل يفسد أكثر مما يصلح. 4- معرفة علامات أهل الدعاوى الباطلة، والتي ذكر مجموعة كبيرة منها سماحة السيد السيستاني دام ظله في جوابه عن استفتاء (العرفان). فإن تمييز المبطلين من أهم الأمور التي توجب الابتعاد عنهم لمن كان له نية صادقة. وقد رأينا جملة من المؤمنين ممن لا خبرة لهم في علامات أهل الباطل، يتبعون بعض المعممين الذين ظاهرهم حسن، لكن أفكارهم مسمومة أو تبعياتهم منحرفة! فانخدعوا بهم لعدم ملاحظة تلك العلامات! 5- الحذر الشديد مما يعرض في شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي، وعدم الاسترسال في مشاهدة كل ما. ومن أخطر ما يؤثر على ثقافة الناس هي أفلام الكارتون والمسلسلات والأفلام، التي صارت سببا رئيسيا لترويج الأفكار المنحرفة، والتحلل والميوعة والشذوذ! وعليكم فيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي وخطورته، بما كتبه سماحة السيد محمد باقر السيستاني دامت بركاته بعنوان: (تأثير وسائل التواصل على الشباب). 6- عدم الدعم والترويج للمنحرفين بأي طريق كان، كالضغط على الإعجاب ونشر المقطع للمعارف والأصدقاء؛ فإن هذا من أهم الأمور التي تنشر أفكارهم في المجتمع، ويكون الناشر قد شاركهم فيها. فليعلم المؤمنون أنهم محاسبون أمام الله تعالى على كل ضغطة زر يضغطونها وكل نشر ينشرونه! 7- عدم متابعة الشبهات التي تطرح في مواقع التواصل الاجتماعي وغيره، حتى لو كان المتابع على يقين من صحة مذهبه؛ فإن أغلب الناس يقينهم لم يأت عن استدلالات خاضوها وتأملوا فيها، بل ورثوا تلك العقائد من الآباء؛ فإذا واجهوا شبهة انجرفوا معها. وقد لوحظ اهتمام الشباب كثيرا بمتابعة الجدالات القائمة بين الشيعة والسنة، وبين المسلمين وغيرهم، مع أنهم لم يقرؤوا كتابا عقائديا واحدا في حياتهم، ولا حضروا درسا في العقائد! وهذا أمر في غاية الخطورة. 8- نشر المعارف الدينية من منابعها الأصيلة؛ فإن لدينا تراثا عظيما إذا وصل إلى الناس أثر فيهم ودفع الشبهات عن ذهنهم. وقد لوحظ عناية الشباب بنشر أفكار بعضٍ من المتصدين للأمور الدينية، لمجرد كونه مشهورا في المجتمع، في حين نرى في المقابل الإهمال الكبير في نشر أقوال العلماء الأعلام. وعليكم في هذا المجال بوصايا السيد محمد سعيد الحكيم (قدس سره) في العديد من كتبه، التي للأسف لم تعط أهميتها! كما عليكم بكتابات السيد محمد باقر السيستاني دامت بركاته التي تنشر على قناة (المعرفة الدينية) على التلجرام. 9- عدم فسح المجال للمنحرفين في بث أفكارهم بين الناس؛ فإن أي شخص يريد الشهرة ودعوة الناس إليه، لن ينجح من دون دعم منهم، وإذا واجهه المجتمع تراجع عما كان يصبوا إليه. ومما يؤسف له أن بعض أفراد المجتمع يرحبون بأي شخص يطلب الشهرة بالصعود على أكتافهم؛ فيستدعونه لإلقاء خطبة أو محاضرة، ويسألونه عن الأمور الشرعية، مع عدم وجود ما يثبت كونه من العلماء، بل ولا كونه من طلبة الحوزة! 10- الحفاظ على السلم المجتمعي وعدم التعرض لرموز الأطراف المقابلة، فإن الشحن الطائفي وتفكيك أواصر المسلمين من أهم الأمور التي يسعى لها العدو، وتخدم مصالحه! ومما يشتد له الأسف والحزن: أن نرى جمعا من المسلمين -شيعة أو سنة- يدقون على الوتر الطائفي، ويثيرون الشحنان والاختلاف بين المسلمين، بل بين المؤمنين أنفسهم! 11- عدم المداهنة لمن نختلف معه في العقيدة، وعدم التنازل عن عقائدنا بحجة المسالمة معهم؛ فإن المسالمة شيء، والتنازل عن العقيدة شيء آخر، فنحن كشيعة نعتقد بأن الإمامة هي لأمير المؤمنين (عليه السلام) بعد النبي (صلى الله عليه وآله) مباشرة دون غيره ممن تولى الخلافة، ولم نتنازل عن ذلك رغم الدماء الكثيرة التي سفكت منا ولا زالت تسفك، فهل نتنازل الآن عنها بحجة المسالمة؟! وقد لوحظ من بعضٍ: تنازله عن أهم معتقداته من أجل إرضاء الآخرين من المسلمين، بل من أجل إرضاء الكافرين! 12- معرفة الغرب على حقيقته وعدم الانخداع بشعاراته البراقة والانبهار بها! فإن من أهم الأمور التي تجعل الشباب يميلون عن تدينهم ويتنازلون عن أعرافهم التي توارثوها جليلا عن جيل، هو الإعجاب بشعارات الغرب، بينما لو اطلعوا على واقع تلك الأم من الظلم والإرهاب والأفعال الشنيعة عبر قرون من الزمن وإلى هذه اللحظة، لما انخدعوا بهم وعلموا أن وراء هذه الشعارات مصالح ومخططات يراد تحقيقها! ومما يلاحظ بوضوح: الإهمال الكبير في نشر مفاسد هؤلاء والغض عن جرائمهم ومحاولة إضفاء الإنسانية والرحمة والرأفة على أفعالهم، في حين أن أي فعل ولو كان بسيطا يصدر من بعض المسلمين يتم تسليط الضوء عليه بشدة بحيث يكون كأنه ظاهرة عامة عندهم! نكتفي بهذا المقدار ونسأل الله تعالى أن يكون فيه النفع للمؤمنين.. وفقكم الله لكل خير..