( 29 سنة ) - الدانمارك
منذ 3 سنوات

الزواج

اريد شخص وحب من طرفين واهلي رفضو ان اتزوج منه. وهو خطبني اكثر من عدة مرات وانا لحد هذا اليوم اريد ان اتزوج به، وهذا مشاعري بيني وبين نفسي ولا استطيع ان اتزوج بغيره. والان اتى شخص لخطبتي، و والدي يريد ان اوافق عليه، وانا احاول ان اوافق ولكن لا استطيع ان لا اقارن كيف اهلي رفضو ذلك الشخص وكيف يريدون هذا الشخص. هذاك الشخص الذي كنت اريده احسن منه ك اخلاق وديناً، ولكن اهلي رفضو دون ان يسألو. انا عمري 29 ولا اعرف ماذا ان افعل. هل يجوز اوافق بهذا الشاب الذي اتى من طرف اهلي، وفي عقلي وقلبي انسان ثاني؟


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة.. إن قرار الزواج -خصوصا من جهة المرأة- هو من أخطر القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته، وذلك لما يترتب عليه من آثار تلامس كل خصوصياته وتظل تلاحقه طيلة حياته فلا يسعه التخلص منها ولا محو تبعاتها، وحتى الطلاق -والذي هو إنهاء العلاقة الزوجية- فإنه أثر من آثار ذلك القرار الصعب، فهو وإن أوجب انتهاء العلاقة الزوجية إلا أن ظلال تلك العلاقة يبقى مخيمة على كلا الطرفين، فهناك أولاد وذكريات وعلائق أسرية تهاوت وانفصمت وقلوب بالشحناء امتلأت، وكل ذلك ناتج عن قرار الزواج. والمرأة حين فشل العلاقة تكون أكثر تضررا من الرجل، كما إن احتمال خطئها في اتخاذ قرار الزواج أكبر خصوصا إذا كانت بنتا باكرة لا خبرة لها بالحياة ولم تخض تجربة سابقة مع رجل، فهي لا تعرف كيف وما هي تطلعاته، ومن أي منطلق يتحرك، وعلى أي أساس يغضب ويرضى، وما هي دوافع سلوكه، وأي شيء يستهویه، وما هي الأمور التي تزعجه. كما إن المرأة بطبيعتها شديدة العاطفة والتفاعل مع ما تشاهده وتسمعه، ولا يكاد يخلو قرار من قراراتها من التأثر بعواطفها، فقد تقبل بالزواج من رجل لأنه أسمعها كلاما جميلا أو أسدى إليها معروفا وتغفل بذلك جميع نواحي شخصيته، وقد يكون منشأ قبولها به هو أنها وجدت فيه ما تصبو إليه من شجاعة أو لباقة أو مكانة اجتماعية وتنسى أن هناك صفات ينبغي توفرها في الزوج إذا لم توجد فيه ستكون حياتها معه جحيما مهما كان عاطفيا وغراميا وغنيا. وقد يشتد بها الحب والعشق لمجرد أنه راسلها وكتب لها كلاما غراميا يعبر فيه عن إعجابه بها وعشقه لها ويصف فيه جمالها وأنه على استعداد للتضحية بكل شيء من أجلها وأن رضاها هو أمله وبغيته وأنه لا طعم لحياته إلا بوصالها وقربها منه! وبذلك تلتهب مشاعرها وينتابها إحساس بالسعادة والخوف من أن لا تحظى بوصال هذا الرجل وتغفل عن أنه قد يكون كاذبا، وقد تكون مشاعره نابعة عن رغبة جنسية جامحة سرعان ما تذوب! إضافة إلى أن هناك رجالا سیئین لا تبدو معائبهم وسوءاتهم، فهم يظهرون بمظهر المتدينين فإذا ما جد الجد تبين أنهم شر خلق الله عز وجل وأجرؤهم على الظلم. فيا أيتها الأخت الكريمة.. لا تعجلي بقرار الزواج، ولا تأخذك العواطف والمشاعر التي تأخذ كثيرا من الشابات فيقررن الزواج بشخص ثم يكون الزواج وبالا عليهن، وتكون حياتهن تعيسة. أنت الآن -بسبب قلة الخبرة- لا تستطيعين التمييز الجيد والاختيار الدقيق ومعرفة الأصلح لك. أما مسألة عدم رضا الوالدين، فهذه مشكلة بحد ذاتها، فلا تتخيلي أن بيتك الزوجي سوف يستقر من دون رضاهما. ثم إن مسألة الحب الذي تكلمت عنها إن كانت مجرد مشاعر فلا إشكال فيها، أما إذا كانت علاقة حب قائمة مع الشاب المذكور فهذا محرم شرعا. حاولي إعادة التفكير في الشاب الجديد وحاولي أن تقتنعي به؛ فإن العلاقة الأولى مع ذلك الشاب طبيعي أن تؤثر عليك بحيث لا ترين الإيجابيات في هذا الشاب. وعليك بقراءة كتاب: (نحو أسرة سعيدة) للشيخ حبيب الكاظمي حفظه الله، وكتاب: (الأخلاق البيتية) للأستاذ مظاهري، وكتاب (الطفل بين الوراثة والتربية) و(الشاب بين العقل والعاطفة) للشيخ الفلسفي. من خلال هذه الكتب سوف تتوسع مداركك وتطلعين على نصائح قيمة وتجارب نافعة. ثم عليك بالاهتمام بطاعة الله تعالى بفعل الواجبات واجتناب المحرمات، والعناية بالصلاة، وأكثروا من الاستغفار والصلاة على النبي وآله، والصدقة وإدخال السرور على قلوب المؤمنين، وبر الوالدين وصلة الأرحام، والعناية بمجالس أهل البيت (عليهم السلام)؛ فإن هذه الأمور لها عظيم الأثر في توفيق الإنسان وتيسير أموره. وفقك الله لكل خير..

7