السلام عليكم افيدوني يرحمكم الله إني صايمة ومصلية واخاف الله ولكن امتحنت بثنين من اولادي عدهم تخلف عقلي واني لا عندي اخ ولا اخت ولا أب حتى واحد يساعدني واني صار عندي انزلاق بخمس فقرات وهم كبرو الولد صار ٢٤ سنة والبنية ١١ سنة واني هم كبرت وتعبت واتمرضت بس في بعض الأحيان يصير عندي ضجر وتذمر من التعب اگول أخاف الله يحاسبني وهل صحيح هذا عقاب عن عمل قام بيه ابوهم أو اني ماراضي علينا رب العالمين بس والله تعبت وشنو اللي اسويي حتى يخفف عنا أخاف عليهم أخاف الله ياخذ امانته وهم يتبهذلون اسألكم الدعاء
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة..
أعانكم الله تعالى على هذا البلاء العظيم وألهمكم الصبر والرضا بقضائه..
أختي الكريمة..
دلت الروايات على أن الله تعالى يبتلي من يحبه، ويبتلي العبد المؤمن، وكلما زاد العبد إيمانا زاد ابتلاء، فلا تضجروا مما أنتم فيه بل افرحوا به لأن الله يعتني بكم ويحبكم فابتلاكم هذا البلاء الذي يزيد من منزلتكم ومقامكم عنده؛ فلو فكرتم في الجزاء الكبير الذي ينتظركم بعد هذا العناء، لخفت آلامكم وذهبت معاناتكم!
الإنسان الذي يعمل أعمالا شاقة جدا ويعلم أنه سوف يجازى على أعماله هذه بجزاء عظيم، فإن كل الآلام سوف تخف عنده، ولا يشعر بها؛ لأنه يعلم أنها السبب في سعادته الكبيرة في المستقبل.
هكذا أنتم..
لابد أن تقتنعوا تماما أن ما أنتم فيه هو خير من الله تعالى، خصكم به من دون كثير من النساء اللاتي غرقن في شهوات الدنيا وملذاته وعشن في رغد، لكن ينتظرهن عذاب عظيم! أما أنتم فقد خلصكم الله تعالى مما ابتلين به، واجتباكم لهذا الاختبار الذي يوجب لكم المزلة عنده.
ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام):
1- «إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ لَيَكُونُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ الدَّرَجَةُ لَا يَبْلُغُهَا بِعَمَلِهِ فَيَبْتَلِيهِ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ يُصَابُ بِمَالِهِ أَوْ يُصَابُ فِي ولَدِهِ فَإِنْ هُوَ صَبَرَ بَلَّغَهُ اللَّهُ إِيَّاهَا».
2- «مَا أَحَبَّ اللَّهُ قَوْماً إِلَّا ابْتَلَاهُمْ».
3- «لَنْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ حَتَّى تَعُدُّوا الْبَلَاءَ نِعْمَةً والرَّخَاءَ مُصِيبَةً».
4- «لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا لَهُ فِي الْمَصَائِبِ مِنَ الْأَجْرِ لَتَمَنَّى أَنْ يُقْرَضَ بِالْمَقَارِيضِ».
5- «كُلَّمَا ازْدَادَ الْعَبْدُ إِيمَاناً ازْدَادَ ضِيقاً فِي مَعِيشَتِهِ».
6- «لَا يَمْضِي عَلَى الْمُؤْمِنِ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً إِلَّا عَرَضَ لَهُ أَمْرٌ يَحْزُنُهُ يُذَكِّرُهُ رَبَّهُ».
7- «مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وبِهِ وجَعٌ فِي شَيْءٍ مِنْ بَدَنِهِ لَا يُفَارِقُهُ حَتَّى يَمُوتَ يَكُونُ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِهِ».
8- «الْمَصَائِبُ مِنَحٌ مِنَ اللَّهِ والْفَقْرُ عِنْدَ اللَّهِ مِثْلُ الشَّهَادَةِ ولَا يُعْطِيهِ مِنْ عِبَادِهِ إِلَّا مَنْ أَحَبَ».
9- «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ ولَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنَ الْعَمَلِ مَا يُكَفِّرُهَا ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِالْحُزْنِ لِيُكَفِّرَهَا».
10- عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ قال: «سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ: «مَلْعُونٌ كُلُّ بَدَنٍ لَا يُصَابُ فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ يَوْماً!
قُلْتُ: مَلْعُونٌ!
قال: مَلْعُونٌ!
قلت: مَلْعُونٌ!
قال: مَلْعُونٌ!
فَلَمَّا رَآنِي قَدْ عَظُمَ ذَلِكَ عَلَيَّ قال: يَا يُونُسُ إِنَّ مِنَ الْبَلِيَّةِ الْخَدْشَةَ واللَّطْمَةَ والْعَثْرَةَ والنَّكْبَةَ والْهَفْوَةَ وانْقِطَاعَ الشِّسْعِ واخْتِلَاجَ الْعَيْنِ وأَشْبَاهَ ذَلِكَ.
إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ يَمُرَّ عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ يَوْماً لَا يُمَحِّصُهُ فِيهَا مِنْ ذُنُوبِهِ ولَوْ بِغَمٍّ يُصِيبُهُ لَا يَدْرِي مَا وجْهُهُ واللَّهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَضَعُ الدَّرَاهِمَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَيَزِنُهَا فَيَجِدُهَا نَاقِصَةً فَيَغْتَمُّ بِذَلِكَ ثُمَّ يُعِيدُ وزْنَهَا فَيَجِدُهَا سَوَاءً فَيَكُونُ ذَلِكَ حَطّاً لِبَعْضِ ذُنُوبِهِ».
والروايات في ذلك كثيرة.
أما قضية الخوف على الأبناء فارفعوها من ذهنكم تماما، فإن الله تعالى أرحم بهم منكم، وهو الذي يتولى شؤونهم ولن يضيعوا بحضرته.
فرج الله عنكم ويسر أموركم بحق محمد وآله..
إن شاء الله تعالى ندعو لكم عند أمير المؤمنين (عليه السلام) بالصبر والفرج..