عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة..
أعانكم الله تعالى على هذا البلاء..
حاولوا أن يكلمه شخص له تأثير عليه ويبين له أهمية الصلاة وشدة العقوبة من الله تعالى على تارك الصلاة، وكذلك الصوم بل مطلق العبادات، من خلال ما ورد من النصوص الدينية:
1- قال تعالى: {أَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً}، {وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}.
2- وعن النبي (صلى الله عليه وآله): «إن عمود الدين الصلاة: وهي أول ما ينظر فيه من عمل ابن آدم فإن صحت نظر في عمله وإن لم تصح لم ينظر في بقية عمله»، و«ليس مني من استخف بصلاته، ولا يرد علي الحوض لا والله، ليس مني من شرب مسكرا لا يرد علي الحوض لا والله».
3- وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة: «تَعَاهَدُوا أَمْرَ الصَّلَاةِ وَحَافِظُوا عَلَيْهَا وَاسْتَكْثِرُوا مِنْهَا وَتَقَرَّبُوا بِهَا فَإِنَّهَا كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً أَلَا تَسْمَعُونَ إِلَى جَوَابِ أَهْلِ النَّارِ حِينَ سُئِلُوا: ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ»
وسقر واد في جهنم كما ورد عن الصادق (عليه السلام): «إِنَّ فِي جَهَنَّمَ لَوَادِياً لِلْمُتَكَبِّرِينَ يُقَالُ لَهُ سَقَرُ شَكَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شِدَّةَ حَرِّهِ وَسَأَلَهُ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ أَنْ يَتَنَفَّسَ فَتَنَفَّسَ فَأَحْرَقَ جَهَنَّمَ».
4- وعن الإمام الصادق (عليه السلام): «أول ما يحاسب به العبد الصلاة، فإن قبلت قبل سائر عمله، وإذا ردت رد عليه سائر عمله».
و«مَنْ زَنَى خَرَجَ مِنَ الْإِيمَانِ وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ خَرَجَ مِنَ الْإِيمَانِ وَمَنْ أَفْطَرَ يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مُتَعَمِّداً خَرَجَ مِنَ الْإِيمَانِ».
و«إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة».
وعَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: «سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) عَنِ الْكَبَائِرِ فَقَالَ هُنَّ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السلام) سَبْعٌ.
الْكُفْرُ بِاللَّهِ وَقَتْلُ النَّفْسِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَأَكْلُ الرِّبَا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ وَالتَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ.
قَالَ فَقُلْتُ فَهَذَا أَكْبَرُ الْمَعَاصِي؟
قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَأَكْلُ دِرْهَمٍ مِنْ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً أَكْبَرُ أَمْ تَرْكُ الصَّلَاةِ قَالَ تَرْكُ الصَّلَاةِ!
قُلْتُ فَمَا عَدَدْتَ تَرْكَ الصَّلَاةِ فِي الْكَبَائِرِ؟!
فَقَالَ أَيُّ شَيْءٍ أَوَّلُ مَا قُلْتُ لَكَ؟
قَالَ قُلْتُ الْكُفْرُ.
قَالَ فَإِنَّ تَارِكَ الصَّلَاةِ كَافِرٌ».
وروي أنه سُئِلَ (عليه السلام): «مَا بَالُ الزَّانِي لَا تُسَمِّيهِ كَافِراً وَتَارِكُ الصَّلَاةِ قَدْ سَمَّيْتَهُ كَافِراً وَمَا الْحُجَّةُ فِي ذَلِكَ؟
فَقَالَ (عليه السلام): لِأَنَّ الزَّانِيَ وَمَا أَشْبَهَهُ إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ لِمَكَانِ الشَّهْوَةِ لِأَنَّهَا تَغْلِبُهُ وَتَارِكُ الصَّلَاةِ لَا يَتْرُكُهَا إِلَّا اسْتِخْفَافاً بِهَا وَذَلِكَ لِأَنَّكَ لَا تَجِدُ الزَّانِيَ يَأْتِي الْمَرْأَةَ إِلَّا وَهُوَ مُسْتَلِذٌّ لِإِتْيَانِهِ إِيَّاهَا قَاصِداً إِلَيْهَا وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ قَاصِداً إِلَيْهَا فَلَيْسَ يَكُونُ قَصْدُهُ لِتَرْكِهَا اللَّذَّةَ فَإِذَا نُفِيَتِ اللَّذَّةُ وَقَعَ الِاسْتِخْفَافُ وَإِذَا وَقَعَ الِاسْتِخْفَافُ وَقَعَ الْكُفْرُ».
وفي هذا كفاية لمن يخاف الله تعالى ويخشى حسابه.
كما عليكم بحث الزوج على تقوية العقائد في نفسه، عن طريق استماع المحاضرات وحضور المجالس وقراءة الكتب ونحو ذلك.
وحاولوا أنتم أن تنقلوا له كل يوم مثلا شيئا من هذه الأمور بأسلوب لطيف بحيث لا يشعر أنكم تريدون تعليمه وتوجيهه؛ فلعل هذه المعاني إذا تراكمت في نفسه تؤثر أثرها لاحقا فيرجع إلى الله عز وجل.
كما ويبنوا له أن طاعة الله تعالى لا يقتصر نفعها على الآخر فقط، بل حتى في الدنيا؛ فقد قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}، {فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً}.
ثم لا ننسى أن نوصيكم أن تحببوا الدين لزوجكم. ومن أفضل الطرق لذلك هي أن تحسوا معاشرته، وتجعلونه يرتاح معكم غاية الراحة، ولا تقصروا معه في شيء، وتلبوا كل رغباته التي يريدها منكم؛ فإنه إذا رأى منكم ذلك، ووجدكم ملتزمين بالدين؛ فقد يكون هذا أكبر سبب في ترغيبه بالصلاة وغيرها.
وفقكم الله لكل خير وهدى زوجكم لما فيه مرضاته..