( 18 سنة ) - البحرين
منذ سنتين

التيه و الضياع

السلام عليكم أني أحس بضياع و ما حصلة سبب لهذا شعور أحس بتيه مع أن أني اصلي صلاة الليل و أقرأ زيارة عاشوراء بالعن ودعاء علقمة و أدعية كثيرة أيضا بس أبغي أكون مع محمد وآل محمد في الدنيا و الآخرة وحشر معهم فقط أحس بنقص بس ما أدري في شنو النقص دائما تعبانة نفسيا احس احتاج شي بس ما أعرف شنو شي اليي احتاجه أني أتوسل بسيد الشهداء و صاحب الزمان و دائما و أصيح(أبكي) و أقول إليهم دائما يساعدني و ياخذوني وياهم قطعا و يقينا بساعدوني ولكن لا أعرف ويش السبب سا عدونين جزاكم الله خير الجزاء


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة.. الله تعالى خلق الإنسان له حاجات مختلفة بعضها يرتبط بالدين وبعضها يرتبط بالدنيا، وعلى العبد أن يعطي هذه الاحتياجات حقها، وإذا قصر في أحدها واهتم بالآخر حصل خلل عنده. ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): «ليس منّا من ترك دنياه لآخرته، ولا آخرته لدنياه». فلعل وضعكم هذا سببه عدم العناية بالحاجات المرتبطة بالدنيا، كما يحصل عند البعض. ومن الحالات التي تصلنا من بعض المؤمنات التي تشبه وضعكم أو نحوه، كان سببها دراسة العرفان عند بعض المدعين له في هذا الزمان، فوصل عندها الأمر إلى حالة من التيهان وحصول الإشكالات والشبه والضياع! فإذا كنتم ابتليتم بهذا الموضوع فعليكم ترك هذا الطريق والالتزام بطريق القرآن والروايات الشريفة وما يقول به العلماء الأعلام أعلى الله مقامهم. وعلى كل حال.. عليكم بمراعاة هذه الأمور وإن شاء الله تعالى تحل قضيتكم: 1- التفاؤل بالخير، وعدم التشاؤم مهما واجتكم الصعوبات في حياتكم، فاجعلوا أملكم بالله كبيرا؛ فعن النبي صلى الله عليه وآله: «الأمل رحمة لأمتي ولولا الأمل ما رضعت والدة ولدها، ولا غرس غارس شجرا».. 2- الالتجاء إلى الله تعالى، وتفويض أمركم إليه؛ في أن يفرج عنكم، والثقة به أنه يرحمكم؛ فالله تعالى عند حسن ظن عبده المؤمن فيه؛ فأحسنوا الظن بالله تعالى أن يفرج عنكم كل ما أنتم فيه. 3- الترويح عن النفس؛ فإن الترويح عن النفس و(كسر الروتين) كما يعبرون، من أهم الأمور المعينة للإنسان على عمله في مختلف المجالات؛ فعن النبي (صلى الله عليه وآله): «في صحف إبراهيم: على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له (أربع ساعات): ساعة يناجي فيها ربه عز وجل. وساعة يحاسب فيها نفسه. وساعة يتفكر فيما صنع الله عز وجل إليه. وساعة يخلو فيها بحظ نفسه من الحلال فإن هذه الساعة عون لتلك الساعات واستجمام للقلوب وتوزيع لها». 4- اجعلوا لحياتكم هدفا تسعون إلى تحقيقه بجد واجتهاد، بحيث يأخذ مجالا واسعا من فكركم. والمجالات والأهداف كثيرة يمكنكم البحث فيها عما يناسبكم، كأن يكون هدفكم إكمال الدراسة إذا لم تكونوا أكملتموها، أو العمل في بعض المجالات التي فيها فائدة لكم أو خدمة للآخرين، أو تعلم علوم أهل البيت عليهم السلام وتقوية الثقافة الدينية، وما إلى ذلك. المهم أن يكون لكم هدف نافع تسعون إلى تحقيقه. 5- لا تبقوا في يومكم فراغا أبدا، بل اشغلوا كل وقت لكم بالعمل والنشاط، بحيث إذا أردتم النوم تنامون بسرعة من التعب والنشاط الذي بذلتموه فلا تجدون وقتا للتفكير بالأفكار السلبية. ومهما أمكن لا تبقوا وحدكم في غرفة ونحوها. 6- مارسوا الرياضة بشكل منتظم؛ فإن لها أثرا إيجابيا كبيرا على الصحة النفسية للإنسان. 7- عالجوا المشاكل الصحية التي تسبب الكآبة، كنقص فيتامين (د) الذي صار شائعا جدا في السنين الأخيرة خصوصا لدى النساء، وله آثار سلبية جدا على مسألة الكآبة. وإن لزم الأمر أن تراجعوا الطبيب فذلك ضروري. 8- الصدقة وفعل الخيرات وإدخال السرور على الناس -كإخوانكم الصغار أو والديكم أو أقاربكم- فإن ذلك له دخالة في تقويم الإنسان؛ فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة: - «سُوسُوا إِيمَانَكُمْ بِالصَّدَقَةِ»؛ أي: احفظوا إيمانكم بها. - «وَالَّذِي وسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ مَا مِنْ أَحَدٍ أَوْدَعَ قَلْباً سُرُوراً إِلَّا وخَلَقَ اللَّهُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ السُّرُورِ لُطْفاً فَإِذَا نَزَلَتْ بِهِ نَائِبَةٌ جَرَى إِلَيْهَا كَالْمَاءِ فِي انْحِدَارِهِ حَتَّى يَطْرُدَهَا عَنْهُ كَمَا تُطْرَدُ غَرِيبَةُ الْإِبِلِ‏». 9- البكاء: فمن المهم جدا الاعتناء به، سواء البكاء على النفس بسبب الذنوب والتقصير، أو البكاء على مصائب أهل البيت عليهم السلام؛ فإن للبكاء أثرا على النفس كبيرا. 10- تقوية المعرفة الدينية عن طريق مطالعة الكتب النافعة، واستماع المحاضرات أو الدروس الدينية، وإن أمكن أن تسجلوا في حوزة نسوية (موثوقة) فذلك أفضل. 11- ابتعدوا عن الذنوب بجميع أنواعها؛ خصوصا ما يتعلق بإثارة الشهوات وتشويه الأخلاق من برامج ومسلسلات وأفلام وغيرها؛ فإن هذه الذنوب تسبب لوم النفس وتأنيب الضمير وبالتالي تدخلون في حالة من الضجر والاكتئاب. وبعد هذا ندعو لكم من قلبنا: أن يأخذ الله تعالى بأيديكم ويفرج عنكم بمنع وكرمه..

2