ام ود ( 25 سنة ) - العراق
منذ سنتين

فقه

السلام عليكم مامعنى الحركات في الصلاة مثلا الله اكبر وارفع ايدي شنو معناهه وثانيا معنى الركوع والسجود فمثلا لماذا ركوع واحد وسجدتين او بالعكس؟؟


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة.. نحن عبيد لله تعالى، نلتزم بما أمرنا به، وليس بالضرورة أن نعرف العلة في معنى تلك الأوامر. لكن وردت رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) لعلها تنفعكم في المقام: «روى جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنت مع مولانا أمير المؤمنين عليه السلام فرأى رجلا قائما يصلي فقال له: يا هذا أتعرف تأويل الصلاة؟ فقال: يا مولاي وهل للصلاة تأويل غير العبادة؟ فقال: أي والذي بعث محمدا بالنبوة وما بعث الله نبيه بأمر من الأمور إلا وله تشابه وتأويل وتنزيل وكل ذلك يدل على التعبد فقال له: علمني ما هو يا مولاي؟ فقال عليه السلام: تأويل تكبيرتك الأولى إلى إحرامك أن تخطر في نفسك إذا قلت: الله أكبر من أن يوصف بقيام أو قعود، وفي الثانية أن يوصف بحركة أو جمود، وفي الثالثة أن يوصف بجسم أو يشبه بشبه أو يقاس بقياس، وتخطر في الرابعة أن تحله الاعراض أو تؤلمه الأمراض، وتخطر في الخامسة أن يوصف بجوهر أو بعرض أو يحل شيئا أو يحل فيه شئ، وتخطر في السادسة أن يجوز عليه ما يجوز على المحدثين من الزوال والانتقال، والتغير من حال إلى حال، وتخطر في السابعة أن تحله الحواس الخمس. ثم تأويل مد عنقك في الركوع تخطر في نفسك آمنت بك ولو ضربت عنقي، ثم تأويل رفع رأسك من الركوع إذا قلت: " سمع الله لمن حمده الحمد لله رب العالمين " تأويله: الذي أخرجني من العدم إلى الوجود، وتأويل السجدة الأولى أن تخطر في نفسك وأنت ساجد: منها خلقتني، ورفع رأسك تأويله: ومنها أخرجتني، والسجدة الثانية: وفيها تعيدني، ورفع رأسك تخطر بقلبك: ومنها تخرجني تارة أخرى. وتأويل قعودك على جانبك الأيسر ورفع رجلك اليمنى وطرحك على اليسرى تخطر بقلبك اللهم إني أقمت الحق وأمت الباطل، وتأويل تشهدك تجديد الايمان ومعاودة الاسلام، والاقرار بالبعث بعد الموت، وتأويل قراءة التحيات تمجيد الرب سبحانه، وتعظيمه عما قال الظالمون ونعته الملحدون، وتأويل قولك: " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " ترحم عن الله سبحانه فمعناها هذه أمان لكم من عذاب يوم القيامة. ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: من لم يعلم تأويل صلاته هكذا، فهي خداج، أي ناقصة». قال العلامة المجلسي (قدس سره): «بيان: " الذي أخرجني " لعل المعنى أنه لما أمر الله تعالى بعد الركوع الذي هو تذلل العبد واستكانته عند ربه برفع الرأس، فمعناه أنه رفعك الله عن المذلة في الدارين، ونجاك من الهلكة فيهما، ولا يقدر على ذلك إلا الذي خلقه، وأخرجه من العدم إلى الوجود، فهذا مستلزم للاقرار بالخلق. وأما السجدة الأولى فإنما تدل على الخلق، لان مثل هذا التذلل لا يليق إلا بالخالق، وإنما أمر بالسجدة بالتراب لأنه مبدء خلقه، وكذا الرفع يدل على أن الذي خلقه من التراب قادر على أن يخلصه من تعلقات هذه الدنيا الدنية، ويجعله جليس رب الأرباب، ثم يسجد للاقرار بأن له بعد هذه الرفعة مذلة تحت التراب ثم يرفعه عنها رفعة لا مذلة بعدها يوم الحساب. وأما التورك فلما كانت اليسرى أضعف الجانبين وأخسهما فناسبت الباطل، واليمنى أقوى الجانبين وأشرفهما ناسبت الحق، فلما رفع اليمنى على اليسرى أشعر بذلك بأني أقمت الحق وأمت الباطل، مع أن فيه مخالفة العامة أيضا في الاقعاء فقد أقام هذا الحق وأمات هذا الباطل الذي ابتدعوه، ولما كانت الصلاة معراج المؤمن فإذن السلام كناية عن دخوله المجلس الخاص للمعبود، وهو دار الامن والأمان، فكأنه بشارة بالأمن من عذاب يوم القيامة، أو أن الامام إذا سلم على المأمومين بأمره تعالى فكأنه بشرهم بالسلامة والرحمة والبركات من مفيض الخيرات. ويؤيد الأخير أنه روي في الفقيه قال رجل لأمير المؤمنين عليه السلام: يا ابن عم خير خلق الله ما معنى رفع رجلك اليمنى وطرحك اليسرى في التشهد؟ قال: تأويله اللهم أمت الباطل وأقم الحق، قال فما معنى قول الإمام السلام عليكم؟ فقال: إن الامام يترحم عن الله عز وجل ويقول في ترجمته لأهل الجماعة: أمان لكم من عذاب الله يوم القيامة، وتحت كل منها أسرار لا تخفى على العارفين، وذكرها يوجب ملال الغافلين. وقال الشهيدان في النفلية وشرحها: وأول في الرواية التي رواها أحمد بن أبي عبد الله عن علي عليه السلام التكبير الأول من هذه التكبيرات السبع " أن يلمس بالأخماس " أي بالأصابع الخمس، أو يدرك بالحواس أو أن يوصف بقيام أو قعود. والثاني أن يوصف بحركة أو جمود أي سكون مراعاة للمقابلة، وإن كان الجمود أي سكون مراعاة للمقابلة، وإن كان الجمود أعم. والثالث أن يوصف بجسم أو يشبه بشبيه، والرابع أن تحله الاعراض وتؤلمه الأمراض أي لا تتعلق به الأمراض فتؤلمه، لا أن يجوز تعلق الأمراض ولا تؤلمه كقوله تعالى: " الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها " والخامس أن يوصف بجوهر أو عرض أو يجعل في شئ، والسادس أن يجوز عليه الزوال وهو العدم أو الانتقال من مكان إلى مكان أو التغير من حال إلى حال، والسابع أن تحله الحواس الخمس الظاهرة التي هي الباصرة والسامعة والشامة والذائقة واللامسة والخمس الباطنة التي هي الحس المشترك والخيال والوهم والحافظة والمتخيلة، وإن كانت منفية عنه تعالى إلا أن الاطلاق لا ينصرف إليها انتهى».

1