السلام عليكم. انا اعاني من انقطاع الرزق صار فتره طويله. وانا اذهب الى العمل وارجع بدون جدوى جربت الكثير من قرائة السور والاحاديث ولم تنفع بشئ للعلم كان رزقي ماشي وميسور الحال لكن صارلي فتره زمنيه تعبت كلش حتى نفسيتي تعبت. وللعلم ني برقبتي عائله كبيره ومصرف.يردون مني يومي.انا عملي في المواشي الاغنام؟
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي العزيز
أعانكم الله تعالى ووسع عليكم من فضله..
مسألة انقطاع الرزق لها أسباب عديدة:
بعضها مادية، كما لو كان مكان البيع غير مناسب، أو البضاعة ليس عليها إقبال من الناس في المنطقة أو نحو ذلك؛ فعليكم بمشاورة أهل الخبرة في هذا المجال كي تختاروا المكان والوضع المناسب. كما يمكنكم الاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي في عرض بضاعتكم بسعر مناسب مع خدمة التوصيل مثلا.
وبعض تلك الأسباب معنوي، ومن أهمها الذنوب؛ فإنها تحرم الرزق كما ورد عن أهل البيت (عليه السلام): فعن أمير المؤمنين عليه السلام: «قطيعة الرحم تورث الفقر»، و«صلة الرحم يزيد في الرزق»، وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «إن الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها صلاة الليل، فإذا حرم بها صلاة الليل حرم بها الرزق».
1- فعليكم بمراجعة وضعكم مع الله تعالى وعباده، وإصلاح كل أمر لم يكن على وفق ما أمر الله تعالى؛ بحيث لا يبقى ذنب إلا وتبتم منه؛ خصوصا ما يتعلق بحقوق الناس، وبالأخص الأقارب والعائلة.
2- كما عليكم بكثرة الاستغفار فقد قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴿10﴾ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ﴿11﴾ ويُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وبَنِينَ ويَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ ويَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴿12﴾}.
3- الصدقة على الفقراء -خصوصا الأيتام والأرحام- مهما أمكن؛ فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «استنزلوا الرّزق بالصّدقة».
4- واهتموا كذلك بإدخال السرور على قلوب الآخرين خصوصا من لهم صلة بكم؛ فعنه (عليه السلام): «وَالَّذِي وسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ مَا مِنْ أَحَدٍ أَوْدَعَ قَلْباً سُرُوراً إِلَّا وخَلَقَ اللَّهُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ السُّرُورِ لُطْفاً فَإِذَا نَزَلَتْ بِهِ نَائِبَةٌ جَرَى إِلَيْهَا كَالْمَاءِ فِي انْحِدَارِهِ حَتَّى يَطْرُدَهَا عَنْهُ كَمَا تُطْرَدُ غَرِيبَةُ الْإِبِلِ».
3- ورد عن الرضا عليه السلام قال: «شكا رجل إلى أبي عبد الله عليه السلام الفقر قال: أذن كلما سمعت الاذان كما يؤذن المؤذن».
4- أكثروا من شكر الله تعالى على نعمه؛ فقد قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): «إِذَا وَصَلَتْ إِلَيْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلَا تُنَفِّرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ».
5- أدوا حقوق أموالكم من الخمس وغيره. قال تعالى: {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}، و{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}، وجاء في الرواية الصحيحة عن سماعة: «سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن الخمس، فقال: في كلّ ما أفاد الناس من قليل أو كثير».
فكيف يريد الإنسان أن يزيد الله تعالى في رزقه وهو لا يعطي الحق في أمواله كما يقع فيه كثير من الناس؟!
6- توكلوا على الله تعالى واجعلوا ثقتكم به في أن ينعم عليكم من فضله.
ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): «لو أن الناس كلهم أخذوا بهذه الآية لكفتهم: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره}»، و«لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا».
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): «من وثق بالله أراه السرور، ومن توكل عليه كفاه الأمور»، و«من توكل على الله ذلت له الصعاب، وتسهلت عليه الأسباب»، و«يا أيها الناس توكلوا على الله وثقوا به، فإنه يكفي ممن سواه».
7- عليكم بتقدير المعيشة؛ فإن إهمالها من أهم أسباب حصول الديون بل كثرتها. ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): « ترك التقدير في المعيشة يورث الفقر».
فكثير من المصروفات قد تكون غير ضرورية أو يمكن الاقتصاد فيها، فإذا لم يفعل رب الأسرة ذلك، فمن الطبيعي أن تتراكم عليه الديون.
8- عليكم بقراءة سورة الواقعة كل ليلة، وقراءة دعاء (المعونة على قضاء الدين) في الصحيفة السجادية:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه، وهَبْ لِيَ الْعَافِيَةَ مِنْ دَيْنٍ تُخْلِقُ بِه وَجْهِي، ويَحَارُ فِيه ذِهْنِي، ويَتَشَعَّبُ لَه فِكْرِي، ويَطُولُ بِمُمَارَسَتِه شُغْلِي وأَعُوذُ بِكَ، يَا رَبِّ، مِنْ هَمِّ الدَّيْنِ وفِكْرِه، وشُغْلِ الدَّيْنِ وسَهَرِه، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه، وأَعِذْنِي مِنْه، وأَسْتَجِيرُ بِكَ، يَا رَبِّ، مِنْ ذِلَّتِه فِي الْحَيَاةِ، ومِنْ تَبِعَتِه بَعْدَ الْوَفَاةِ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه، وأَجِرْني مِنْه بِوُسْعٍ فَاضِلٍ أَوْ كَفَافٍ وَاصِلٍ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه، واحْجُبْنِي عَنِ السَّرَفِ والِازْدِيَادِ، وقَوِّمْنِي بِالْبَذْلِ والِاقْتِصَادِ، وعَلِّمْنِي حُسْنَ التَّقْدِيرِ، واقْبِضْنِي بِلُطْفِكَ عَنِ التَّبْذِيرِ، وأَجْرِ مِنْ أَسْبَابِ الْحَلَالِ أَرْزَاقِي، ووَجِّه فِي أَبْوَابِ الْبِرِّ إِنْفَاقِي، وازْوِ عَنِّي مِنَ الْمَالِ مَا يُحْدِثُ لِي مَخِيلَةً أَوْ تَأَدِّياً إِلَى بَغْيٍ أَوْ مَا أَتَعَقَّبُ مِنْه طُغْيَاناً. اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيَّ صُحْبَةَ الْفُقَرَاءِ، وأَعِنِّي عَلَى صُحْبَتِهِمْ بِحُسْنِ الصَّبْرِ ومَا زَوَيْتَ عَنِّي مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ فَاذْخَرْه لِي فِي خَزَائِنِكَ الْبَاقِيَةِ واجْعَلْ مَا خَوَّلْتَنِي مِنْ حُطَامِهَا، وعَجَّلْتَ لِي مِنْ مَتَاعِهَا بُلْغَةً إِلَى جِوَارِكَ ووُصْلَةً إِلَى قُرْبِكَ وذَرِيعَةً إِلَى جَنَّتِكَ، إِنَّكَ (ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)، وأَنْتَ الْجَوَادُ الْكَرِيمُ.
ودعاء تقتير الرزق في الصحيفة:
اللَّهُمَّ إِنَّكَ ابْتَلَيْتَنَا فِي أَرْزَاقِنَا بِسُوءِ الظَّنِّ، وفِي آجَالِنَا بِطُولِ الأَمَلِ حَتَّى الْتَمَسْنَا أَرْزَاقَكَ مِنْ عِنْدِ الْمَرْزُوقِينَ، وطَمِعْنَا بِآمَالِنَا فِي أَعْمَارِ الْمُعَمَّرِينَ. فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه، وهَبْ لَنَا يَقِيناً صَادِقاً تَكْفِينَا بِه مِنْ مَئُونَةِ الطَّلَبِ، وأَلْهِمْنَا ثِقَةً خَالِصَةً تُعْفِينَا بِهَا مِنْ شِدَّةِ النَّصَبِ واجْعَلْ مَا صَرَّحْتَ بِه مِنْ عِدَتِكَ فِي وَحْيِكَ، وأَتْبَعْتَه مِنْ قَسَمِكَ فِي كِتَابِكَ، قَاطِعاً لِاهْتِمَامِنَا بِالرِّزْقِ الَّذِي تَكَفَّلْتَ بِه، وحَسْماً لِلِاشْتِغَالِ بِمَا ضَمِنْتَ الْكِفَايَةَ لَه فَقُلْتَ وقَوْلُكَ الْحَقُّ الأَصْدَقُ، وأَقْسَمْتَ وقَسَمُكَ الأَبَرُّ الأَوْفَى {وفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وما تُوعَدُونَ} ثُمَّ قُلْتَ {فَوَ رَبِّ السَّماءِ والأَرْضِ إِنَّه لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}.
ودعاء الرزق في تعقيب صلاة العشاء المذكور في مفاتيح الجنان:
اللّهُمَّ إِنَّهُ لَيْسَ لِي عِلْمٌ بِمَوْضِعِ رِزْقِي وَإِنَّما أَطْلُبُهُ بِخَطَراتٍ تَخْطُرُ عَلى قَلْبِي، فَأَجُولُ فِي طَلَبِهِ البُلْدانَ، فَأَنا فِيما أَنا طالِبٌ كَالحَيْرانِ، لاأَدْرِي أَفِي سَهْلٍ هُوَ، أَمْ فِي جَبَلٍ، أَمْ فِي أَرْضٍ، أَمْ فِي سَّماء، أَمْ فِي بَرٍّ أَمْ فِي بَحرٍ؟ وَعَلى يَدَي مَنْ، وَمِنْ قِبَلِ مَنْ؟ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ عِلْمَهُ عِنْدَكَ وَأَسْبابَهِ بِيَدِكَ، وَأَنْتَ الَّذِي تَقْسِمُهُ بِلُطْفِكَ، وَتُسَبِّبُهُ بِرَحْمَتِكَ. اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْ يا رَبِّ رِزْقَكَ لِي وَاسِعاً وَمَطْلَبَهُ سَهْلاً وَمَأْخَذَهُ قَرِيباً، وَلا تُعَنِّني بِطَلَبِ ما لَمْ تُقَدِّرَ لِي فِيهِ رِزْقاً، فَإِنَّكَ غَنِيُّ عَنْ عَذابِي وَأَنا فَقِيرٌ إِلى رَحْمَتِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَجُدْ عَلى عَبْدِكَ بِفَضْلِكَ، إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ.
نسأل الله تعالى أن يفتح عليكم الرزق الواسع في خير وعافية بحق محمد وآله.