( 57 سنة ) - العراق
منذ سنتين

وسواس

اسلام عليكم اني انسانه احس اني مريضه او او عندي وسواس لاني اخاف من الدنيا واحس ضامتلي اشياء موزينه وافكر بيني وبين نفسي اكول الزين والي يخاف الله ميتوفق لان اشوف اهلي ولدتي بلخصوص كلش مؤمنه وتخاف الله وكل متندعي تبكي خشيتا من الله بس من سيئ الى اسوء ومره قريت انو الي يفكر بلسوء هيج يتحاسب ومرات افكر اكول عطاء الله مو عدل بس استغفر الله راسن واتأذه بلزايد واتمنه يروح مني هذا الوسواس ومرات من يندعون اهلي كدامي اكلهم ميستجاب واضحك عليهم وهم شويه واستغفر الله يعني مرات مو بيدي واحس هذا وسواس


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة.. كل إنسان في هذه الحياة له ابتلاءات يعاني منها في حياته، وهي تختلف كثيرا من شخص إلى آخر، وهذه هي طبيعة الحياة الدنيا التي لا يمكن تحصيل الراحة التامة فيها؛ فنحن لم نخلق لهذه الحياة، بل خلقنا للحياة الآخرة، وإنما هذه الحياة هي محطة قصيرة جعلنا الله تعالى فيها ليختبرنا ويجزينا على أعمالنا في الآخرة.. هذه حقيقة لابد من استيعابها جيدا؛ كي لا يسعى الإنسان للراحة وتحصيل ما كل يريده في هذه الحياة ثم يصاب باليأس والإحباط. وقد دلت النصوص على أن الإنسان كلما زاد إيمانا زاد ابتلاءا. وهذا لا يعني أن (المؤمن لا يوفق) كما ذكرتم؛ فإن التوفيق شيء، والراحة في الدنيا شيء آخر تماما، ولا يصح الخلط بينهما. النبي (صلى الله عليه وآله) عاش سنينا في أذية وآلام ومصاعب؛ حتى ورد عنه: «ما أوذي نبي مثل ما أوذيت» وهذا لا يعني أبدا أنه غير موفق، بل ما حصل معه هو تمام التوفيق لأنه بعين الله تعالى ورضاه. فليس من الصحيح أن نقيس نعم الله تعالى علينا، بالقياسات الدنيوية، فقد يكون الفقر والمرض والمعاناة هي نعمة من الله علينا؛ لأنها السبب في هدايتنا وبقائنا على الخط المستقيم. ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): «لَنْ‏ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ‏ حَتَّى تَعُدُّوا الْبَلَاءَ نِعْمَةً والرَّخَاءَ مُصِيبَةً»، و«لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا لَهُ فِي الْمَصَائِبِ مِنَ الْأَجْرِ لَتَمَنَّى أَنْ يُقْرَضَ بِالْمَقَارِيضِ‏»، و«الْمَصَائِبُ مِنَحٌ مِنَ اللَّهِ والْفَقْرُ عِنْدَ اللَّهِ مِثْلُ الشَّهَادَةِ ولَا يُعْطِيهِ مِنْ عِبَادِهِ إِلَّا مَنْ أَحَبَ‏». وجاء في الحديث القدسي عن الله تعالى: «إن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالفقر، ولو أغنيته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالسقم، ولو صححت جسمه لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالقسم ولو صححته جسمه لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك! إني ادبر عبادي بعلمي بقلوبهم فإني عليم خبير». ومن هنا اتضحت قضية عدم استجابة الدعاء، فإن الله تعالى لما كان حكيما، فقد تقتضي حكمته أن لا يعطي عبده ما يريد، لأنه ليس في مصلحته. وقد أفاد أحد الفضلاء -دامت بركاته-: أن العبد عندما يسأل الله تعالى شيئا، ولا يعطيه؛ فهذه استجابة لدعائه؛ لأن العبد عندما يطلب شيئا من الله تعالى، هو في الحقيقة عنده مطلب آخر أهم من هذا الشيء، وهو: أن يفعل الله تعالى به ما هو في صلاحه وعافيته، ولا يفعل ما يضره؛ فإذا طلب شيئا وكان -بعلم الله تعالى- مضرا له، فالله تعالى عندما لا يعطيه ما طلب، يكون قد استجاب طلبه الأهم وهو أن يفعل فيه ما هو في صالحه. ثم إن هذه الأفكار التي تراودكم سببها الأساس عدم الثقافة الدينية الكافية عندكم؛ فمن الضروري جدا أن تهتموا بتثقيف نفسكم دينيا، وإن أمكن أن تسجلوا في حوزة نسوية موثوقة (كالحوزات التابعة للعتبة العباسية) فهو الأفضل. كما اهتموا بقراءة القرآن وتفسيره وتدبره وكذلك قراءة الصحيفة السجادية وتدبرها جيدا. وفقكم الله لكل خير..

3