( 22 سنة ) - العراق
منذ سنتين

خلق الانسان

لماذا وجد الانسان وماهي رسالته؟ فقد دخل الوسواس الى صدري وتغلغل الشيطان في عقلي، أتمنى ان ترشدونني...؟


ينبغي القول أنّ الذي شغل بالكم وأدى الى خلق حالة من الوسوسة والقلق من عواقبه لديكم كما عبّرتم عن ذلك، لا يستوجب أيّ قلق واضطراب بالأخص عندما لا يكون للانسان دوراً في ايجاد ذلك غالباً. نعم، ينبغي أن يقلق الانسان من أعماله عادة؛ لأنها لا تخرج عن دائرة الشرع ويجب أن تخضع لأوامر الله تبارك وتعالى. والتصوّرات الذهنية ليست مهمة، وهي قابلة للرفع أيضاً بشرط أن لا يعتني الانسان بها. لا ريب أن هناك أيضاً أموراً تعين الانسان في شؤون حياته، وأكثرها تأثيراً ذكر الله تعالى والمداومة على اذكار: «لا اله الا الله» «لا حول ولا قوة الا باالله» ﴿سبحانك اني كنت من الظالمين﴾ و.. کما جاء في القرآن الکريم ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ (سوره رعد / ٢۸) ﴿و إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ‌لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُ‌ونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُ‌ونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ رَ‌بَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ‌﴾ (أل عمران / ۱۹۰ ـ ۱۹۱) . والأفضل أن لا تمانع من حدوث هذه الأفكار في ذهنك، وكذلك لا تُظهر حساسية تجاه ذلك؛ لأن اظهار الحساسية يؤدي الى ازدياد هجمات الشيطان. وهکذا نقرأ في الرواية عن ابي عبدالله(ع) قال: جاء رجل الي النبي(ص) فقال: يا رسول الله هلکت، فقال له(ص) : أتاک الخبيث، فقال لک: من خلقک؟ فقلت: الله، فقال لک: الله من خلقه؟ فقال: إي والذي بعثک بالحق لکان کذا، فقال رسول الله(ص): ذاک والله محض الايمان. عن حمران عن أبي جعفر(ع) قال: ان رجلاً أتي رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله انني نافقت، فقال: والله ما نافقت ولو نافقت ما أتيتني، تعلمني ما الذي رابک؟ أظن العدو الحاضر أتاک فقال لک: من خلقک، فقلت: الله خلقني، فقال لک: من خلق الله؟ قال: إي والذي بعثک بالحق لکان کذا، فقال: إن الشيطان أتاکم من قبل الاعمال فلم يقو عليکم، فأتاکم من هذا الوجه لکي يستزلّکم ، فإذا کان کذلک فليذکر أحدکم الله وحده. (الکافي ج٢ - الشيخ الکليني ص۴٢۴)

2