(يقول العلامة الطباطبائي (رحمه) في الجواب على هذا السؤال:
إن دلالة الآيتين واضحة على أن الوحوش تحشر. وهناك آيات كثيرة على أنه ليست الوحوش فقط وإنما حتى الجمادات تعاد والسماوات والأرض والشمس والقمر والنجوم والجن والحجارة والأصنام وسائر الشركاء المعبودين من دون الله تبارك وتعالى يحشرون يوم القيامة ليكونوا أدوات للشهادة.
(وهل يماثل حشر (الحيوان) حشر الإنسان؟)
يقول العلامة الطباطبائي (رحمه الله): إنّ ذلك لازم الحشر، بمعنى الجمع بين الأفراد وسوقهم إلى أمر بالإزعاج. وأما مثل السماء والأرض وما يشابهها من شمس وقمر وحجارة فلم يطلق في موردها لفظ الحشر، بل يقول تعالى:
(يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار) إبراهيم: 48.
إذن هناك عناية أن الحشر يكون للإنسان والحيوان. ومرجع الجميع إلى إنعام المحسن، والانتقام من الظالم بظلمه. ولا يلزم من شمول الأخذ والانتقام يوم القيامة لسائر الحيوان أن يساوي الإنسان في الشعور والإرادة، ويرقى الحيوان إلى درجة الإنسان في نفسياته وروحياته. لأنه نعلم أن ذلك باطل بالضرورة. ومجرد الاشتراك في الأخذ والانتقام والحساب والأجر بين الإنسان وغيره لا يقضي بالمعادلة والمساواة.