( 22 سنة ) - العراق
منذ سنتين

كتاب نهج البلاغة

هل كتاب نهج البلاغة يحتج به وكله صحيح؟ أم فيه الصحيح والضعيف؟ وكيف نعرف سند الخطب بالكتاب وصحة الخطب من ضعفها؟


مجرد كون الناقل عن اصحاب الامام لا يعد من المدح ولا الجرح نعم هو من موجبات الاطمينان. واما بالنسبة الى نهج البلاغة ايضاً فهو مثل سائر الاحاديث من حيث الاسناد فيصح البحث فيه عن قوة السند وضعفه ولا يمكن القول بصحة كلها ولكن نهج البلاغة من حيث البلاغة في أعلى درجة الاتقان ولعل اطلاع القارىء الكريم... نورد كلام العلماء بالنسبة الى توثيق خطب نهج البلاغة. فمنهم ابو الحسن علي بن زيد البيهقي، فريد خراسان المتوفى سنة ۵۶۵ هـ في شرحه على نهج البلاغة الذي سماه: معارج نهج البلاغة، ص۳، قال: فصل وها أنا ذا اقول: هذا الكتاب النفيس مملوء من الفاظ يتهذب بها المتكلم، ويتدرب بها المتكلم ، فيه من القول احسنه، ومن المعاني ارصنه، كلام احلى من نغم القيان، وابهى من نعم الجنان، كلام مطلعه كسنة البدر، ومشرعه مورد اهل الفضل والقدر، وكلمات وشيها حبر، ومعانيها فقر، وخطب مقاطعها غرر، ومباديها درر... وقال ابن ابي الحديد عند وصفه لشرحه على نهج البلاغة، فيه مقدمته ص۴: وبرهن على ان كثيراً من فصوله (نهج البلاغة) داخل في باب المعجزات المحمدية، لاشتمالها على الاخبار الغيبية، وخروجها عن وسع الطبيعة البشرية، وبين من مقامات العارفين التي يرمز اليها في كلامه ما لا يعقله إلا العالمون، ولا يدركه الا الروحانيون المقربون... قال القوشجي ـ المتوفى ۸۷۹ هـ ـ في شرحه على التجريد، ص ۳۷۸، في شرح قول نصير الدين الطوسي في وصف اميرالمؤمنين عليه السلام: (وافصحهم لساناً): على ما يشهد به نهج البلاغة، وقال البلغاء: وان كلامه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق. وقال شيخنا الحجة العلامة الكبير الشيخ آقا بزرك الطهراني ـ المتوفى ۱۳۸۹ هـ ـ رحمه الله، في موسوعته الخالدة كتاب (الذريعة الى تصانيف الشيعة) ج۴ ص۱۴۴، في الثناء على نهج البلاغة: لم يبرز في الوجود بعد انقطاع الوحي الالهي كتاب امس به مما دون في نهج البلاغة، نهج العلم والعمل الذي عليه مسحة من العلم الالهي، وفيه عبقة من الكلام النبوي، وهو صدف لآلىء الحكم، وسفط يواقيت الكلم، المواعظ البالغة في طي خطبه، وكتبه تأخذ بمجامع القلوب، وقصار كلماته كافلة لسعادة الدنيا والآخرة ، ترشد طلاب الحقائق بمشاهدة ضالتهم، وتهدي أرباب الكياسة لطريق سياستهم وسيادتهم... وقال العلامة الجليل الشيخ هادي آل كاشف الغطاء النجفي ـ المتوفى بها سنة ۱۳۶۱ هـ في كتابه (مستدرك نهج البلاغة) المطبوع سنة ۱۳۵۴ هـ ، ص۳: إن نهج البلاغة من كلام مولانا أمير المؤمنين، وامام الموحدين، باب مدينة العلم، علي بن أبي طالب عليه السلام، من أعظم الكتب الاسلامية شأنا، و ارفعها قدراً، واجمعها محاسن، واعلاها منازل، نور لمن استضاء به، ونجاة لمن تمسك بعراه، وبرهان لمن اعتمده ، ولب لمن تدبره... ولمزيد من الاطلاع راجع المصادر التالية: ۱- مصادر نهج البلاغة وأسانيده تأليف السيد عبدالزهراء الحسني الخطيب، دار الزهراء للطباعة والنشر والتوزيع ـ بيروت ـ لبنان. ٢- الرواة والمحدثون لنهج البلاغة ـ محمد دشتى، مؤسسه فرهنگي تحقيقاتي امير المؤمنين.

1