logo-img
السیاسات و الشروط
( 17 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

علاج الغرور والتكبّر*

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماعلاج التكبّر والغرور على الصعيدين العلمي والعملي؟


وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته إذا أراد المرء أن يعالج نفسه من داء الكبر والغرور، فعليه اليقظة من الغفلة، ثمّ تطهير القلب بنار الندامة، وهي بمنزلة الخطوة الأولى لاستئصال هذه الرذيلة من جذورها، وأمّا العلاج فهو على قسمين: القسم الأول العلاج العلمي: وهو بأن يتفكّر الإنسان المتكبّر والمغرور بحال نفسه، وبمفاسد الكبر والغرور وآثارهما السلبية، فمن المفيد للتخلّص من آفة الكبر والغرور أن يتفكّر الإنسان أولاً في حقيقة نفسه وفقره، كيف خُلق من نطفةٍ مهينة يستقذرها الناس، ثمّ أصبح طفلاً ضعيفاً لا يقوى على شيء، وحتى عندما أصبح بالغاً وقوياً فإنّ قواه ليست تحت تصرفه، فلا يمكنه المحافظة على شبابه وجماله وصحته، أو دفع المرض أو البلايا عنه، وتستمر مسيرته إلى أن يبلغ سن الشيخوخة فيكون ضعيفاً عاجزاً لا يستطيع السير خطواتٍ معدودة بمفرده، إلى أن توافيه المنيّة، فيُصبح جيفةً نتنةً رائحتها تزكم الأنوف، وثرواته تتناقلها الورثة، قال الإمام الباقر (عليه السلام): "عجباً للمختال الفخور وإنّما خُلق من نطفة، ثمّ جيفة، وهو فيما بين ذلك لا يدري ما يُصنع به". (الحر العاملي، وسائل الشيعة:ج ١٦،ص٤٢). وإذا ما انتقل إلى العالم الآخر ولم يتخلّص من رذيلة الكبر والغرور واستحكمت به آثارهما المهلكة، فإنّه سيلاقي من أنواع العذاب ما لا يمكن وصفه. القسم الثاني العلاج العملي: بعد أن يرى الإنسان خطورة بقاء هذه الرذيلة الأخلاقية على إيمانه ومصيره في الآخرة، لا بدّ له من السعي بجدّ للتخلّص منها، وأفضل سبيلٍ هو أن يعمل بما يضادّها، أي: كلّما دعته نفسه ليتكبّر على الآخرين، يقمعها ويخالف أوامرها بأن يتواضع لهم، فعن الإمام علي (عليه السلام): "ضادوا الكبر بالتواضع". (الليثي، عيون الحكم والمواعظ:ج١،ص٣٠٩)، فإذا رأى أنّ سبب تكبّره ارتداء الملابس الفاخرة أو اقتناء الحاجيات الفخمة، فعليه أن يبادر إلى ارتداء الملابس البسيطة، وإن لاحظ في نفسه نفوراً من مجالسة الفقراء، فيصرّ على مجالستهم ومساعدتهم، وإن كان يحبّ أن يتقدّم القوم، فليعمد إلى تقديمهم على نفسه، وإن كان لا يصغي إلى كلام الآخرين، أو لا يقضي حوائجه بنفسه دون الاعتماد على الآخرين، فعليه العمل بخلاف ذلك، وإذا حدّثته نفسه بالتعالي على غيره والسعي لإذلالهم أو الاعتداء على حقوقهم، فليتذكر ما أعدّه الله من عذابٍ للمتكبّرين الظالمين بقوله: ﴿قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾.(غافر:آية٧٦). دمتم في رعاية الله

4