( 24 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

الانسان جرثومة في نظر اللاديني

يسأل احد اللادينيين هل الخالق الذي لا حدود له يراقب كل صغيرة وكبيرة من الإنسان الذي هو بمثابة جرثومة وما أهمية هذه الجرثومة مقارنة بمليارات المجرات


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب الانسان ليس جرثومة كما يظن اللاديني فان كان يرى نفسه بهذا الحجم فهذا شانه اما الاسلام فانه يرى الانسان في مكانه الذي اراده الله تعالى فيه يقول الله تعالى : ((وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً)) (الاسراء:70) فالانسان مكرم عند الله تعالى وسخر له البر والبحر ورزقه من الطيبات وفضله على كثير من خلقه هذا هو القران وهذا تكريم الانسان ويقول الله تعالى: ((لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)) (التين:4) فلماذا خلقه في احسن تقويم ان كان هو جرثومة كما يدعيه هذا بل الانسان في بعض مراتبه افضل من الملائكة بل افضل من كل ماخلق الله تعالى كما في النبي صلى الله عليه واله والاهمية والمقام والمنزلة ليس بحجم الشيء فكون الانسان صغيرا لا يعني ان المجرات افضل منه فنحن نجد خاتما صغيرا في الخنصر يحمل حجرا نادرا يكون اثمن من عمارة من عشرين طابقا واين حجم الحجر من حجم العمارة ما لكم كيف تحكمون ثم ان تصوير الفكرة ان الله تعالى مجرد يراقب هذا الانسان ماذا يفعل هكذا تصوير خاطئ في حق الله تعالى فالله تعالى لولاه لما قام عالم الوجود وليس عمله انه جالس ويراقب ما يفعله الانسان وتارك كل هذه المعمورة من ملايين النجوم والمجرات فالله تعالى به تقوم كل النجوم والمجرات وحتى الانسان فلا شيء في عالم الوجود بمتسغن في وجده عن الله تعالى بل الكل يفتقر الى الله تعالى تمام الافتقار واما بالنسبة للانسان فقد اتضح عظيم اهتمام الله تعالى في ابداع خلق الانسان والله تعالى يريد من الانسان ان يرتقي ويكون في اعلى المراتب وارسل له الانبياء كي يهدونهم الى اعلى المراتب والشريعة التي شرعها الله تعالى انما هي لاجل ان يرتقي هذا الانسان في كل اعماله وافعاله الى ما فيه صلاحه وفلاحه والفوز بالمراتب العالية في الدنيا والاخرة فالاسلام عظّم الانسان وشد على عزمه في ارتقائه وتأهله الى الجنان وما فيها من الرقي لهذا الانسان فلم يرتض له هذه الدنيا الدنية وانما اختار له دار الاخرة والتي هي دار القرار لهذا الانسان وانه سيجد هناك التعظيم الالهي له مع ما ناله في الدنيا من الاهتمام من الله تعالى. اما هذا اللاديني الذي لا يعي شيئا من هذه الامور الدقيقة والمهمة في حركة الانسان وارتقائه بالتاكيد يرى نفسه جرثومة لا قيمة لها لتفاهة ما يعيشه في نفسه اما المؤمن فانه يرى نفسه عظيمة بعظمة خالقه وانه الصورة المثلى لكل القيم الحقيقية والراقية والعالية في الانسان. وبامكانكم الاطلاح اكثر واكثر على اسئلة المجيب بخصوص الغاية التي خلق الله تعالى الناس لاجلها وان شاء الله تجدون ما ينفعكم ويسعف تساؤولاتكم. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1