السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا
أسمه «عبد العزى» وكنيته «أبو لهب» وامرأته «أم جميل» اُخت أبي سفيان ، وكانت من أشدّ النّاس عداوة وأقذعهم لساناً تجاه النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ودعوته .
وفي الرّواية عن «طارق المحاربي» قال : بينا أنا بسوق ذي المجاز إذا أنا بشاب يقول : «يا أيّها النّاس قولوا لا إله إلاّ الله تفلحوا» . وإذا برجل خلفه يرميه قد أرمى ساقيه وعرقوبيه ويقول : يا أيّها النّاس إنّه كذاب فلا تصدقوه . فقلت : من هذا؟ فقالوا هو محمّد يزعم أنهّ نبيّ . وهذا عمّه أبو لهب يزعم أنّه كذاب .
وفي رواية عن {ربيعة بن عباد» قال : كنت مع أبي أنظر إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)يتبع القبائل ، ووراءه رجل أحول وضيء الوجه . يقف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على القبيلة فيقول : «يا بني فلان . إنّي رسول الله إليكم . آمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ، وأن تصدقوني وتمنعوني حتى أنفذ عن الله ما بعثني به» . وإذا فرغ من مقالته قال : الآخر من خلفه : يا بني فلان . هذا يريد منكم أن تسلخوا اللات والعزى وحلفاءكم من الجن ، إلى ما جاء به من البدعة والضلالة ، فلا تسمعوا له ، ولا تتبعوه . فقلت لأبي : من هذا؟ قال : عمّه أبو لهب .
وفي رواية أُخرى : وكان من عظيم خطر أبي لهب ضد الدعوة الإسلامية أنّه كلما جاء وفد إلى النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يسألون عنه عمّه أبا لهب ـ اعتباراً بكبره وقرابته وأهميته ـ كان يقول لهم : إنّه ساحر ، فيرجعون ولا يلقونه ، فأتاه وفد فقالوا : لا ننصرف حتى نراه ، فقال : إنا لم نزل نعالجه من الجنون فتباً له وتعساً .
من هذه الرّوايات نفهم بوضوح أن أبا لهب كان يتتبع النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) غالباً كالظلّ . وما كان يرى سبيلا لإيذائه إلاّ سلكه . وكان يقذعه بأفظع الألفاظ . ومن هنا كان أشدّ أعداء الرسول والرسالة . ولذلك جاءت هذه السّورة لتردّ على أبي لهب وامرأته بصراحة وقوّة .إنّه الوحيد الذي لم يوقع على ميثاق حماية بني هاشم للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ، ووقف في صف الأعداء ، واشترك في عهودهم . من كلّ ما سبق نفهم الوضع الإستثنائي لهذه السّورة .
وجاء في الرّواية ، أنّ أبا لهب لم يشترك في بدر ، بل ارسل من ينوب عنه . وبعد اندحار المشركين وعودتهم إلى مكّة ، هرع أبو لهب ليسأل أبا سفيان عن الخبر . فأخبره أبو سفيان بالهزيمة وقال : «وايم الله ما لُمت النّاس . لقينا رجالا بيضاً على خيل بلق بين السماء والأرض . . .» قال أبو رافع (مولى العباس) وقد كان جالساً : تلك الملائكة . فرفع أبو لهب يده فضرب وجهه ضربة شديدة ، ثمّ حمله وضرب به الأرض ، ثمّ برك عليه يضربه وكان رجلا ضعيفاً .
وما أن شهدت أم الفضل{زوجة العباس) ، وكانت جالسة أيضاً ، ذلك حتى أخذت عموداً وضربت أبا لهب على رأسه وقالت : تستضعفه إن غاب عنه سيّده؟! فقام مولياً ذليلا .
قال أبو رافع : فو الله ما عاش إلاّ سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة (مرض يشبه الطاعون) فمات . وقد تركه أبناه ليلتين أو ثلاثة ما يدفنانه حتى انتن في بيته .
فلما عيّرهما النّاس بذلك أخذ وغُسل بالماء قذفا عليه من بعيد ، ثمّ أخذوه فدفنوه بأعلى مكّة وقذفوا عليه الحجارة حتى واروه .
دمتم في رعاية الله