logo-img
السیاسات و الشروط
ff313 ( 23 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

تفسير القران

السلام عليكم ماتفسير قوله تعالى ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى )


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا جاء في تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٧ - ص٢٣٣-٢٣٤: قوله تعالى: " والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " إلى آخر الآية تقدم أن الوثنية يرون أن الله سبحانه أجل من أن يحيط به الادراك الانساني من عقل أو وهم أو حس فيتنزه تعالى عن أن يقع عليه توجه عبادي منا. فمن الواجب أن نتقرب إليه بالتقرب إلى مقربيه من خلقه وهم الذين فوض إليهم تدبير شؤون العالم فنتخذهم أربابا من دون الله ثم آلهة تعبدهم ونتقرب إليهم ليشفعوا لنا عند الله ويقربونا إليه زلفى وهؤلاء هم الملائكة والجن وقديسوا البشر وهؤلاء هم الأرباب والآلهة بالحقيقة. أما الأصنام المصنوعة المنصوبة في الهياكل والمعابد فإنما هي تماثيل للأرباب والآلهة وليست في نفسها أربابا ولا آلهة غير أن الجهلة من عامتهم ربما لم يفرقوا بين الأصنام وأرباب الأصنام فعبدوا الأصنام كما يعبد الأرباب والآلهة وكذلك كانت عرب الجاهلية وكذلك الجهلة من عامة الصابئين ربما لم يفرقوا بين أصنام الكواكب والكواكب التي هي أيضا أصنام لأرواحها الموكلة عليها وبين أرواحها التي هي الأرباب والآلهة بالحقيقة عند خاصتهم. وكيف كان فالأرباب والآلهة هم المعبودون عندهم وهم موجودات ممكنة مخلوقة لله مقربة عنده مفوضة إليهم تدبير أمر العالم لكل بحسب منزلته وأما الله سبحانه فليس له إلا الخلق والايجاد وهو رب الأرباب وإله الالهة. إذا تذكرت ما مر ظهر أن المراد بقوله: " والذين اتخذوا من دونه أولياء " اتخاذهم أربابا يدبرون الامر بأن يسندوا الربوبية وأمر التدبير إليهم لا إلى الله فهم المدبرون للامر عندهم ويتفرع عليه أن يخضع لهم ويعبدوا لان العبادة لجلب النفع أو لدفع الضرر أو شكر النعم وكل ذلك إليهم لتصديهم أمر التدبير دون الله سبحانه. فالمراد باتخاذهم أولياء اتخاذهم أربابا (1)، ولذا عقب اتخاذ الأولياء بذكر العبادة " ما نعبدهم إلا ليقربونا " فقوله: " والذين اتخذوا من دونه أولياء " مبتدء خبره " إن الله يحكم " الخ والمراد بهم المشركون القائلون بربوبية الشركاء وألوهيتهم دون الله إلا ما ذهب إليه جهلتهم من كونه تعالى شريكا لهم في المعبودية. وقوله: " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " تفسير لمعنى اتخاذ الأولياء من دون الله وهو حكاية لقولهم أو بتقدير القول أي يقولون: ما نعبدهم هؤلاء إلا ليقربونا بسبب عبادتنا لهم إلى الله تقريبا فهم عادلون منه تعالى إلى غيره، وإنما سموا مشركين لأنهم يشركون به تعالى غيره حيث يقولون بكونهم أربابا وآلهة للعالم وكونه تعالى ربا وإلها لأولئك الأرباب والآلهة، وأما الشركة في الخلق والايجاد فلم يقل به لا مشرك ولا موحد. دمتم في رعاية الله

2