الله يهدي من يشاء أذن لماذا يعاقب المسيئين على أعمالهم ؟

بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب ليس معنى هذه الايات ان الانسان الذي يهتدي فهو مهتدٍ بهداية جبرية لان الله شاء ان يكون مهتديا والذي لم يهتدِ فانه لا يمكنه ان يصل إلى الهداية ابدا لان الله تعالى لا يريد هدايته وهذا مذهب الجبرية وهذا الفهم لهذه الايات الشريفة فهم خاطئ عقلا ونقلا اما عقلا فهو ماتفضل به جنابكم من الاشكال اذا كان الانسان مجبورا على الخطأ فكيف يعاقبه الله تعالى على امر ليس للإنسان فيه حول ولا قوة فان هذا من اقبح صور الظلم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا هذا اولا ثانيا: اننا نجد انفسنا وجدانا قادرين على اختيار الخير او اختيار الشر فاي اجبار في افعالنا اما نقلا هناك ايات واضحة في ان الانسان هو من يختار الهداية كقوله تعالى: ((وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى‏ وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى‏ ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى‏))(سورة النجم، من آية ٣٩، إلى آية ٤١) فكل ما يصدر من الانسان هو من سعيه ان خيرا فخير وان شرا فشر. وقوله تعالى: ((إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَ إِمَّا كَفُوراً))(سورة الانسان، آية 3) فالله تعالى هيأ سبل الهداية للانسان فاما يختار الهداية ويكون شاكرا على ما ناله واما ان يختار الضلال فيكون كافرا لسبل الهداية الالهية. وكقوله تعالى: ((مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَ ما رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ))(سورة فصلت، آية 46) فكل شخص له سعيه والله تعالى ليس بظلام للعبيد وهناك ايات كثيرة من هذا القبيل تثبت مذهب اهل البيت (عليهم السلام) فلا جبر ولا تفويض بل امر بين امرين اي لايمكن ان يجبر الله تعالى الانسان على افعاله وايضا ليس كل شيء موكول للانسان بحيث يكون خارجا عن سلطان الله تعالى وقدرته. وهناك في المجيب اسئلة كثيرة في الجبر والتفويض يمكنكم مراجعتها والاستفادة منها ان شاء الله تعالى. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته