logo-img
السیاسات و الشروط
( 24 سنة ) - السعودية
منذ 3 سنوات

خلافات الاسره

السلام عليكم ورحمة الله انا اعاني من تعب نفسي تجاه عائلتي صايره ما احس ب الامان . وامي تفرق بيني وبين اختي وتقارنها فيني وانا تعبت نفسياً قاعده احارب نفسي عشان لا اكرهم وصلت لمرحله ما اتمنى الخير لاختي والسبب مقارنتي فيها وبديت اكره حركات امي 💔 ابغى نصيحه تبعد عني الكره والغل لان فعلاً ابغى اهذب نفسي ولا ابغى هذا الشعور يزيد ويكبر لاني صرت ما ازورهم الا مرتين ف الاسبوع عشان نفسيتي


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة. من الجيد جدا أنكم تدركون أن هذا الشعور الذي تعيشونه ليس شعورا إيجابيا، ولا هو من الأمور المرضية دينيا، وضميركم لا يتقبله. وهذه أول خطوة للعلاج. أختي الفاضلة، على الإنسان المؤمن أن يترفع عن هذه المشاعر التي لا تليق بالإنسان الحكيم؛ فأنتم فكروا مع نفسكم: ما قيمة أن أكون الأفضل في نظر أمي؟ وماذا أستفيد من ذلك؟ وما الضرر الأخروي عليّ إذا فرقت أمي بيني وبين أختي؟ ثم إن أختي هي قطعة مني ومن لحمي ودمي؛ فلماذا لا أحب لها الخير؟ لماذا لا أفرح لها بالمعاملة الحسنة لها من والدتها، بدلا من أن أحزن وأتألم؟! راجعوا نفسكم وستجدون ضميركم يحكم أن هذا التفكير الذي تعيشون فيه لا قيمة له حقيقة، بل ستشعرون بالخجل من نفسكم أنكم كيف تفكرون بهكذا طريقة؟! ثم بعد هذا لابد من العناية بأمور: 1- فكروا مكررا في إيجابيات الوالدة والأخت، وفي أفضال الوالدة عليكم، وراجعوا كل لحظات حياتكم التي كانت الوالدة تعتني بكم وتبذل جهدها في سعادتكم، وكذلك راجعوا اللحظات الإيجابية مع الأخت الكريمة. وإياكم ثم إياكم أن تفكروا في الأمور السلبية التي صدرت من الوالدة أو الأخت، بل فكروا في الأمور السلبية التي صدرت منكم تجاههما. إذا فكرتم بموضوعية وإنصاف، ستجدون الإيجابيات كثيرة جدا منهما تجاهكم، وهذا بحد ذاته يقتضي منكم التغافل عن كل ما سواه؛ كي تكونوا من الشاكرين لهما. 2- من أهم أسباب هذه الأفكار السلبية هو المقايسة مع الآخرين؛ أي: أن تقيسوا نفسكم بأختكم، وتفكروا في حال الوالدة معها ومعكم، وفي صفات أختكم وصفاتكم وما إلى ذلك من المقايسات. وهذا بحد ذاته أمر غير صحيح، بل هو مخالف للحكمة والعقلانية. فمن هنا لابد أن تتركوا كل تفكير في قياس نفسكم على أختكم أو على غيرها. ٣- ومن أسبابه كذلك عدم القناعة بما عندكم، وعدم الرضا بما قسمه الله تعالى لكم، وحسد الآخرين على ما أنعم الله تعالى به عليهم. فعليكم بالقناعة تماما بما رزقكم الله تعالى من حب الآخرين ومودتهم بل بكل ما جاء منه تعالى، وكرروا كثيرا قوله تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ} واستشعروا معناها في نفسكم. ٤- ومن أسبابه كذلك: الفراغ الفكري والوقتي والاشتغال بالأمور غير الضرورية فضلا عن الأمور التافهة. فعليكم بتوسيع مدارككم وثقافتكم خصوصا الدينية، وذلك بقراءة الكتب واستماع المحاضرات (والأفضل أن تسجلوا في حوزة نسوية موثوقة ولو الكترونيا)، وكذلك لا تبقوا فارغين من دون عمل في ساعات يومكم، بل اشتغلوا بما ينفعكم دنيا أو آخرة. ثم عليكم بقراءة كتاب (رسالة المرأة في الحياة) للسيد محمد باقر السيستاني دامت بركاته، وكتاب (مرآة الرشاد) للشيخ عبد الله المامقاني (قدس سره)، وكتاب (نحو أسرة سعيدة) للشيخ حبيب الكاظمي حفظه الله. 4- ومن أسبابه كذلك: (الأنانية) و(حب الخير للنفس دون التفكير بالآخرين)، و(عدم التفكير في معاناة الآخرين والاهتمام برفعها عنهم). فعليكم بالاهتمام كثيرا بالآخرين ولا تفكروا في منفعة نفسكم؛ فإن الإنسان ينفع نفسه من دون الحاجة إلى التفكير في ذلك، بينما لا ينفع غيره عادة إلا بالاهتمام به والتفكير. ومن هنا تحتاجون إلى كثرة فعل الخيرات للآخرين خصوصا أقاربكم، وكثرة الدعاء لهم بالخير والتوفيق والنجاح ونحو ذلك، خصوصا الوالدة والأخت الكريمة، وكذلك العناية بالصدقة ورعاية الأيتام إن أمكن، وإطعام الطعام للفقراء ونحو ذلك مما يعزز فيكم الشعور بمعاناة الآخرين وحاجتهم. وقبل كل هذا لابد من العناية الشديدة بالالتزام بأوامر الله تعالى واجتناب معاصيه جميعا؛ خصوصا ما يتعلق بحقوق الآخرين كقطع الرحم والعقوق وترك أداء الحقوق الشرعية كالخمس ورد المظالم، ونحو ذلك. قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) ويَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}. وإن أردتم الحب الحقيقي من الآخرين فما عليكم إلا بطاعة الله تعالى والاهتمام بعمل الصالحات، وهو يتكفل بتحبيبكم لهم؛ فقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَنُ وُدّاً}. وفقكم الله لكل خير.

2