.. ( 22 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

هل الله يحس بالحواس؟

سلام عليكم احدى الاخوات تقول انا لاأمن بالغيب وبرأي ان كل موجود يجب ان يكون محسوس وحى اومن بوجود الله يجب ان استشعره بإحدى الحواس الخمس هنا كيف يكون جوابي لها


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم اختنا الكريمة في تطبيقكم المجيب اولا: ما هو مقصودها بالايمان بالغيب هل تقصد انها لا تؤمن ان يكون هناك موجود يعلم الغيب او انه لا يوجد شيء اسمه غيب اصلا اما الثاني فهو باطل وجدانا فان ما يحصل في غد وما بعد غد بالنسبة لنا غير معلوم ولا نحيط به وهو غائب عنا فهو غيب بالنسبة لنا فكيف لا يوجد شيء اسمه غيب وكل ما سوف يحصل ولو بعد لحظة هو غيب بالنسبة لنا. اما الاول فان من ضمن عقيدتنا ان الله تعالى علمه محيط بكل شيء ولا يخفى عليه شيء ويعلم بكل ما كان ويكون الى ما شاء الله ربنا فعلمه غير متناهي ولا تخفى عليه خافية وهذا ثابت عقلا ونقلا من القران والسنة ثانيا: بالنسبة للايمان بالله تعالى ولكن بشرط ان تستشعره وتحسه بالحواس الخمسة فاذا كان كذلك فهذا لا يمكن ان يكون الخالق والرب الذي خلق كل شيء وذلك لعدة اسباب منها : لابد ان تتفق معنا ان الخالق الذي اوجد كل هذا العالم لا يمكن ان يفتقر الى شيء ولابد ان يكون غنيا ولا يحتاج الى شيء وذلك لان كل شيء دونه هو من خلقه والكل يحتاج اليه ومفتقر الى الله تعالى اما الله فلا يحتاج الى خلقه والا كيف يخلقهم اذا كان مفتقرا اليهم فاذا فرضنا انه يُحسّ بالحواس يلزم ان يكون محتاجا الى خلقه اما كيف يكون محتاجا الى خلقه وذلك لانه لو كان يرى بحاسة العين فالعين لا ترى الا ما كان في جهة ومكان محدد وعليه لابد ان يكون الله تعالى في جهة ومكان حتى يمكن للعين ان تراه وهذا يعني انه يحتاج الى المكان ومفتقر الى المكان ومن الواضح ان المكان هو من خلق الله تعالى فكيف يمكن ان يجتاج الله تعالى الى شيء هو خلقه. ولو قلنا انه يمكن ان يحس باللمس فهذا يعني انه لابد ان يكون جسما حتى يمكن ان يحس باللمس وفرضه جسما يلزم ان يكون مفتقرا الى مخلوقاته لان الجسم يفتقر الى الزمان والمكان وان يشغل حيزا من الفراغ وكيف يمكن ان يحتاج الخالق الزمان والمكان وهما من خلقه فيلزم ان يكون مفتقرا لهما فان كان مفتقرا لهما في وجوده فكيف هو الذي خلقهما فلاحظي اختي الكريمة كلما فرضناه داخلا في حيز المحسوسات فقدنا الخالق الذي خلق كل هذه المخلوقات ثم نحن الان نشعر بوجود حقائق ولكن لا يمكن ان نحس بها بالحواس وانما نستدل على ما تتركه من الاثار على وجودها كالكهرباء فان نفس التيار الكهربائي لا نراه ولكن نرى اثاره فنرى المصباح يشتعل او الجهاز الكهربائي يعمل فنعرف ان في هذه الاسلاك توجد كهرباء ولكن لو كشفنا عن الاسلاك الكهربائية لانرى شيئا فيها ومع ذلك لا يمكن ان نمد يدنا على السلك لاننا نخاف من شيء اسمه الكهرباء فهذه الكهرباء لا نراها ولا نشمها ولا نلمسها ولا نسمعها ومع ذلك هي موجودة وطريقنا الى اثبات وجودها لاجل انا نرى اثارها فالان لو قلنا لهذه الاخت الكريمة هل الكهرباء موجودة وكان الضوء مشتعل فان قالت نعم فقد خالفت نفسها فان الكهرباء لم ندركها ولم نعرفها باحد الحواس وانما الحواس ادركت اثار الكهرباء فعلمت انها موجودة وان قالت غير موجودة فانها خالفت اوضح الواضحات بل محل السخرية والضحك للاخرين وناخذ مثالا اخر المشاعد التي يشعر بها الانسان كالحب والكره والالم هذه المشاعر لا يمكن ان تدرك بالحواس فلم نسمع يوما هذه الامور تتكلم ولم نراها عيانا باعيننا ولا نلمسها بحاسة اللمس وليس لها رائحة حتى نشمها فلو قال الاب او الام او الابن لهذه الاخت الكريمة وسالوها هل تحبينا؟ فماذا تجيب هذه الاخت الكريمة ان قالت نعم انا احبكم فقد ثبت المطلوب فانها تشعر بحبهم وتشعر مع ان هذه الامور لم تراها بعينها ولاتشمها ولا تلمسها ولا تسمعها فالحب الذي في قلبها لم يتكلم ولم يخرج الى الخارج ونراه ونعلم كم حجمه ولا ولا ولا ومع كل ذلك تقول بانها تحبهم وان قالت لا احبكم لاني لا ارى هذا الحب في الخارج ولم يتكلم ولم المسه لمس اليد ولم اشم رائحة هذا الحب فانها قد خالفت شعورها بالحب تجاههم وخالفت وجدانها وتشعر انها غير صادقة بهذه الكلمة لان الحب يملاء قلبها تجاههم. نعم الذي يثبت وجود هذا الحب هو الاثار التي تترتب عليه فانها تبكي لو فقدت احدهم وتفرح ان زارها ابوها او امها وتبذل كل ما تقدر عليه في سبيل ابنها فتسهر الليل ان كان مريضا فنسال لماذا تعملين كل هذه الاعمال ستقول ببساطة اني احبهم فهذه الاثار كانت نتيجة الحب الذي تشعر بوجوده في قلبها مع ان هذا الوجود لم يكن وجودا مرئيا ولا وجودا مسموعا ولا وجودا محسوسا. وكذلك لو ضربت يدها بحجارة او باي جسم صلب وشعرت بالالم الشديد وصاحت من الالم فانا اقول لها ماذا بك فانها ستقول اني اتالم الم شديد من ضرب يدي وهنا نسالها هل هذا الالم شيء يرى هل هذا الالم شيء يلمس هل هذا الالم له رائحة كي نشمه او يتكلم فنسمعه بالتاكيد الالم ليس له اي شيء من هذه الامور ولكن مع ذلك تشعر انه موجود والدليل على وجود الالم انها تصيح من شدة الالم او تستلقي على الارض ولا تقوى على الوقوف من الالم وفي بعض الحالات يغمى عليه من شدة الالم وهذه الاثار تثبت ان هناك الما شديدا يعاني منه هذا الشخص فنلاحظ اننا نقطع بوجود الالم مع ان الالم ليس شيئا نراه ولا نحس به ولا نسمعه ولا نشمه فليس كل شيء لا نحسه بالحواس فهو غير موجود بل موجود والدليل انا نرى آثاره وكذلك الخالق تعالى فانه موجود ولا نحسه بالحواس الخمس ولكن قلبنا يعيش وجوده والدليل هو ما نراه من الاثار و هذه العظمة في المخلوقات بل العظمة فينا نحن انفسنا نجده تفاصيل البدن العجيبة الغريبة التي يعجز العلم بكل ما عنده ان يحيك بكل اسرار الانسان وعظمة هذا المخلوق يقول الله تعالى: ((سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ))(فصلت:53) ومنها: ان الحواس ليست صادقة فيما تحسه فمثلا لو قمنا بربط كرة نارية بسلك وقمنا بدورانها فان العين تراها دائرة نارية مع ان الواقع انها ليست دائرة فالعين هنا لم تقدر ان تبصر الحقيقة بل اكثر من ذلك ابصرة خلاف الحقيقة واوقعتنا بالخطأ وكذلك السمع فلو اتصل بهذه الاخت الكريمة شخص يقلد الاصوات وقلد لها صوت زوجها وسمعت الصوت فانها ستتكلم معه على انه زوجها مع ان الحقيقة انه ليس زوجها فلم تستطع الاذن ان تميز الاصوات بالدقة بل اوقعتها بالخطا وكذلك في الروائح واللمس فكثير من الاشياء نلمسها ونقع في الخطاء في معرفتها وجربي واغلقي عينك وحاولي ان تلمسي الاشياء فان نسبة ليست بالقليلة لا تعرفين ما تلمسينه ويشتبه عليك الامر فيها. ومنها: ان هذه الحواس هي حواس محدودة فالسمع يسمع مسافة معينة بسيطة ويمسع موجات خاصة ولا يسمع كل شيء فاصوات الجن مثلا لا نقدر ان نسمعها واصوات الملائكة لا نقدر ان نسمعها وموجات كثيرة لا تستيعط هذه الاذن ان تسمعها وكذلك النظر فان العين ترى لمسافة محدودة ولا تقدر ان ترى كل شيء ولها شروط في الرؤية فلا تقدر ان ترى ما وراء الجدار بل لا تقدر ان ترى الكثير من الامور التي تحيط بنا ولا تراها فهناك اشعات كثيرة عاجزة العين عن رؤيتها منها الاشعة البنفسجية والاشعة فوق الحمراء وغيرها الكثير بل مخلوقات كثيرة لا نقدر ان نراها الا بتلسكوبات عظيمة في التكبير وكذلك لا تقدر هذه العين ان ترى الجن ولا ان ترى الملائكة فهي آلة ضعيفة على ارداك المرئيات واضعف من كل هذا اللمس والشم فاذا كانت هذه الحواس كلها حدود وفقر وحاجة وهي عاجزة عن ان تدرك وتحيط بالمخلوقات البسيطة فكيف بها تستطيع ان تدرك خالق هذه المخلوقات مالكم كيف تحكمون ومن هذا القبيل وردت رواية بما مضمونه انه جاء شخص الى الامام عليه السلام يساله ان يرى الله تعالى فاجابه الامام ان انظر الى الشمس فنظر فقال له لقد عشوت يابن رسول الله اي لا ارى من شدة ضوء الشمس فقال له الامام عليه السلام هذه الشمس البسيطة وهي مخلوق من مخلوقات الله ولم تقدر ان تقاوم نورها فكيف تريد ان ترى الله تعالى بهذه العين الضعيفة. فاتضح من كل هذا ان الله تعالى بحد نفسه لا يمكن ان تدركه الحواس واتضح ان هناك الكثير من الاشياء التي تحيط بنا والتي نشعر بها موجودة ولكن لا ندركها بالحواس كالالم والخوف والحب واتضح ان هذه الحواس خادعة ولا تنقل الحقائق بل تنقل خلاف الحقيقية واتضح ان هذه الحواس ضعيفة جدا فهي غير قادرة ان تدرك الكثير من الامور التي تحيط بنا فكيف يمكن ان تدرك سيد الحقائق ومن كل هذا يتضح ان الحواس لا يمكنها ان تدرك الخالق تعالى تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

2