شبهة زرارة بن أعين وعدد روايته الكثيرة
من الشبه التي يطرأها علينا المخالفين قولهم أن زرارة بن أعين كوفي لم يزر المدينة إلا مرتين تقريباً فقط، إلا أنه روى عن الإمام جعفر الصادق -عليه السلام- المئات من الروايات خلال عدد المرات القليل هذا؛ فكيف نرد على هذه الشبهة؟
أهلاً وسهلاً بالسائل الكريم
العلاقة التي ربطت بين زرارة والامامين الصادقين عليهما السلام لم تكن في نوعها من قبيل علاقة الراوي الذي ياخذ الحديث عن الامام ثم ينصرف لشانه، بل هي علاقة التلميذ الملازم لاستاذه الذي لا يكاد ينفك عنه حتى عد من حواريي ابي جعفر عليه السلام، كما وصفه الامام موسى بن جعفر عليهما السلام.
وكانت بداية هذه العلاقة عندما بدا زرارة بمراودة بيت الامام الباقر عليه السلام في المدينة قادما اليها من الكوفة، وهو لايزال في اوائل شبابه.
ويحدثنا زرارة عن اول لقاء بينه وبين الامام الباقر عليه السلام فيقول: «قدمت المدينة وانا شاب امرد، فدخلت سرادقا لابي جعفر عليه السلام بمنى، فرايت قوما جلوسا في الفسطاط وصدر المجلس ليس فيه احد، ورايت رجلا جالسا ناحية يحتجم، فعرفت برايي انه ابوجعفر عليه السلام، فقصدت نحوه، فسلمت عليه، فرد السلام علي، فجلست بين يديه والحجام خلفه، فقال: امن بني اعين انت؟ فقلت: نعم، انا زرارة بن اعين.فقال: انما عرفتك بالشبه، احج حمران؟ قلت: لا، وهو يقرئك السلام. فقال: انه من المؤمنين حقا، لا يرجع ابدا، اذا لقيته فاقرئه مني السلام