تفسير اية
السلام عليكم الآية(واذا أردنا أن نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقو فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) والسؤال بماذا أمر الله مترفيها؟؟ ولماذا استحقت القرية الهلاك بما فعل المترفين فقط؟؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا أشار بعض المفسرين إلى ان المأمور به محذوف أي أمرنا مترفيها بالعدل والطاعة ، وذكر أهل التفاسير أربعة أقوال في معنى هذه الآية ، أرجحها ان اللَّه سبحانه أطلق كلمة المترفين على جميع أهل القرية ، من باب استعمال الجزء في الكل ، ومثل هذا الاستعمال كثير في كلام العرب إذا كان الجزء عضوا رئيسيا في الكل ، كالعين بالنسبة إلى جسم الإنسان ، فقد استعملوها في طليعة الجيش ، لأن للعين مزية على سائر أعضاء الجسم ، ولما كان المترفون أقدر وأسرع إلى الفسق ، وأجرأ على المعصية من غيرهم ، وهم في الوقت نفسه متبوعون تقلدهم العامة فيما يفعلون ، لما كان كذلك - صح اطلاق كلمة المترفين على جميع أهل القرية كما صح اطلاق كلمة العين على الإنسان . وعلى هذا يكون معنى الآية ان اللَّه لا يهلك أهل قرية إلا إذا استحقوا الهلاك والدمار ، وهم يستحقون ذلك بعد ان تقوم عليهم الحجة بإرسال الرسل ، يأمرونهم بالخير ، وينهونهم عن الشر ، ويحذرونهم من المخالفة والعصيان ، فإذا فسقوا وخرجوا عن الطاعة حقت عليهم كلمة العذاب ، وأنزل اللَّه بهم الهلاك والدمار . واختلفوا في تأويل الآية وتقديرها على وجوه أحدها : إن معناه وإذا أردنا أن نهلك أهل قرية بعد قيام الحجة عليهم وإرسال الرسل إليهم أمرنا مترفيها أي رؤساءها وساداتها بالطاعة واتباع الرسل أمرا بعد أمر نكرره عليهم وبينة بعد بينة نأتيهم بها إعذارا للعصاة وإنذارا لهم وتوكيدا للحجة ففسقوا فيها بالمعاصي وأبوا إلا تماديا في العصيان والكفران. وقيل تخصيص المترفين لأن غيرهم يتبعهم ولأنهم أسرع إلى الحماقة وأقدر على الفجور فحق عليها القول يعني كلمة العذاب فدمرناها تدميرا أهلكناها. دمتم في رعاية الله