( 23 سنة ) - العراق
منذ سنتين

هل التعليم الغير ديني يبعدنا عن الله

سلام عليكم.. كثير من الأمور افعلها وأشعر بتأنيب الضمير على إسراف وقتي واحس لفشل وتقصير مثلا دراسه اكاديميه أو تعلم الانجليزيه أو بعض احس بتقصير تجاه ديني خاصه في شهر رمضان حتى اني أود أن أترك هذا التعليم ماذا افعل؟ أرشدوني مولانا ..وفقكم الله


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة نبدأ الجواب بحديث للإمام الصادق (عليه السلام): «ليس منّا من ترك دنياه لآخرته ، ولا آخرته لدنياه». فهذا الحديث يبين بوضوح أهمية العمل للدينا، وأنه ليس من الصحيح في المنظور الإسلامي: أن يترك الإنسان دنياه لأجل آخرته، بل من يترك الدنيا ويقتصر على الآخرة قد يقع في الضلال وقد يأتي عليه يوم ينفجر فيه من الإرهاق النفسي والكآبة.. والواقع أن الدنيا -بما يرضي الله تعالى- هي جزء من الآخرة؛ لأن العبد عند اهتامه بالدنيا هو يطيع الله تعالى. وعليه فلا داعي لتأنيب الضمير ولوم النفس، بل لابد أن تفهموا دينكم بشكل صحيح، وأنه ليس كبعض الأديان التي تدعو إلى الرهبانية واعتزال الناس والاقتصار على العبادة. وقد كان أنبياء الله تعالى يعملون مختلف الأعمال، وكذلك الأئمة (عليهم السلام)، ويكفي أن نبينا (صلى الله عليه وآله) كان تاجرا. ومن النصائح التي يؤكد عليها السيد السيستاني دام ظله هو النجاح والتفوق في الدراسة. ويمكن للشاب المؤمن أن يدعو إلى الحق بشكل واسع إذا ما نجح في حياته وصار قدوة للآخرين. نعم لا يفوت عليكم أن تجعلوا نيتكم في التعلم لله تعالى لا للدنيا، فتجعلوا في نفسكم أنكم تريدون النجاح لأجل رضا والديكم، ورفع سمعتكم كـ(بنت متدينة)، وخدمة الناس، وما إلى ذلك من النوايا الحسنة. أما قضية العبادة -في شهر رمضان أو غيره- فعادة لا تتعارض مع الدراسة، فإن العبادة لا تقتصر على الجلوس على السجادة وقراءة القرآن، بل يمكن فعل العبادة في مختلف أوقات الفراغ ولو كانت قصيرة كأن تسبحون الله تعالى بين فترات الدراسة، أو تصلون النوافل أثناء المشيء أو ركوب السيارة، ونحو ذلك. دمتم في رعاية الله تعالى..

2