logo-img
السیاسات و الشروط
( 22 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

التقرب الى الله من خلال الاوصياء

لماذا يجوز نداء الرسول(ص) والأئمة(ع) كما ننادي الرب، أعرف بأنهم الوسيلة ولكن أليس هذا معارض للإسلام الذي جاء ودمر عادات الجاهلية الذين كانوا ينادون الأصنام لأنهم كانوا وسيلة الى الله، وهل قام أحد الأئمة(ع) بنداء الرسول بعد وفاته؟ هل هناك أدلة وافية تجيز هكذا نداء، أريد أن أعرف رأي السيد القائد في هذا المجال لأن السيد محمد حسين فضل الله حرم هذا الأمر الذي أراه شخصياً وأمراً منطقياً.


الف: قال الأمين العاملي: «إنّ الدعاء والاستغاثة بغير الله تعالى يكون على وجوه ثلاثة: الأوّل: أن يهتف باسمه مجرّداً، مثل أن يقول: يا محمّد، يا عليّ، يا عبدالقادر، يا أولياء الله، يا أهل البيت، ونحو ذلك. الثاني: أن يقول: كن شفيعي إلى الله في قضاء حاجتي، أو أدعو الله أن يقضيها، أو ما شابه ذلك. الثالث: أن يقول: اقض ديني، اشف مريضي، انصرني على عدوّي، وغير ذلك. وليس في شىء من هذه الوجوه الثلاثة مانع ولا محذور فضلاً عمّا يوجب الإشراك والتكفير، لأنّ المقصود منها طلب الشفاعة وسؤال الدعاء، سواء صرّح بذلك ـ كما في الوجه الثاني ـ أو لا ـ كما في الوجهين الباقيين ـ ، للعمل بحال المسلم الموحّد المعتقد أنّ من دعا الله تعالى لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعاً ولا ضرّاً، فبسبب ذلك تعلم أنّه لم يقصد سوى طلب الشفاعة، والدعاء، و لو فرض أنّنا جهلنا قصده لوجب حمله على ذلك، سواء صدر من عارف أو عامّي، لوجوب حمل أفعال المسلمين وأقوالهم على الصحّة مهما أمكن، حتّى يعلم الفساد وعدم جواز التهجّم على الدماء والأموال والأعراض بغير اليقين ـ كما مرّ في المقدّمات ـ ، فيكون ذلك هو المحذوف المطلوب من المدعو في الوجه الأوّل، ويكون إسناد الفعل الى المدعو مجازاً في الإسناد في الوجه الثالث، من باب الإسناد إلى السبب، لكونه بدعائه وشفاعته سبباً في ذلك، كما في «بنى الأمير المدينة» و«شفى الطبيب المريض»، فإنّ ذلك صحيح في لغة العرب، كثير فيها في القرآن الكريم، وهو المسمّى عند علماء البيان بـ «المجاز العقلي»، وهو إسناد الفعل إلى غير ماهو له من سبب أو غيره، والقرينة عليه هنا ظاهر حال المسلم، فإنّ كون المتكلّم به مسلماً يعتقد ويقرّ بأنّ من دعا الله تعالى لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعاً ولا ضرّاً إلاّ بإقدار الله تعالى يكفي قرينة على ذلك; ولهذا ذكر علماء البيان أنّ مثل «أنبت الربيع البقل» إذا صدر من الدهري كان حقيقة، وإذا صدر من المسلم كان مجازاً عقلياً ـ كما تقدّم تفصيله في المقدّمات ـ ، وأيّ فارق بين «أنبت الربيع البقل» وبين ما نحن فيه فليكن هذا الإسناد كإسناد الرزق وما يجري مجراه إلى غير الله تعالى في قوله تعالى: ﴿وَارْ‌زُقُوهُمْ فِيهَا﴾(۱) ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ رَ‌ضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّـهُ وَرَ‌سُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ سَيُؤْتِينَا اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَرَ‌سُولُهُ﴾(٢)، ﴿وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّـهُ وَرَ‌سُولُهُ﴾ (۳). والإغناء لا يقدر عليه إلّا الله ،فكيف نسبه إلى الرسول| وجعله شريكاً لله في ذلك؟! وهل هو إلاّ كالرزق الذي لا يقدر عليه إلّا الله تعالى، وهم قد جعلوا قول ارزقني شركاً وكفراً; وقد نسب الله تعالى إلى عيسى × الخلق، وإبراء الأكمه والأبرص، وإحياء الموتى بإذن الله بقوله ـ حكاية عنه ـ : ﴿أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ‌ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرً‌ا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَأُبْرِ‌ئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَ‌صَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّـهِ﴾(۴). فكيف جاز نسبة ذلك إليه ولم يكن كفراً ولا شركاً، ولم يجز نسبة شفاء المريض، وقضاء الدّين، والرزق، و نحو ذلك، إلى النبي أو الولي بإذن الله؟! فإن كان المانع أنّه لا يقدر عليه إلاّ الله، فالكلّ كذلك; إن كان عدم القدرة بعد الموت، فهي حاصلة بما دلّ على حياة الأنبياء، بل وغيرهم، في عالم البرزخ ـ كما مرّ في المقدّمات ـ . وإلى ما ذكرننا أشارعالم المدينة السمهودي الشافعي في كتابه «وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى» بقوله: «وقد يكون التوسّل به بطلب ذلك الأمر منه، بمعنى أنّه| قادر على التسبيب فيه بسؤاله وشفاعته إلى ربّه، فيعود إلى طلب دعائه وإن اختلفت العبارات، ومنه قول القائل له: أسألك مرافقتك في الجنّة ... المزید الحديث(۵). ولا يقصد به إلّا كونه | سبباً وشافعاً» انتهى. وفي قول القائل: «أسألك مرافقتك في الجنّة» في الحديث المشار إليه ردّ لما توهّموه من كفر من قال: اشف مريضي، وانصرني على عدوّي، ونحوه. حتى ادّعى ابن تيمية إجماع المسلمين على ذلك ـ كما مرّ في الباب الثاني ـ ، فمرافقته في الجنّة لا يقدر عليها غير الله، نظير غفران الذنب وشفاء المريض، بل لو فرض أنّه ليس ظاهر حال القائل ما ذكرنا وتساوى الاحتمالان أو ضعف الاحتمال الصحيح لم يجز الحكم بالكفر والشرك، لوجوب الحمل على الصحّة ولو مع الاحتمال الضعيف، وعدم جواز التكفير إلّا مع اليقين. نعم، لو قصد في الوجه الأوّل والثالث أنّ المستغاث به هو الفاعل لذلك اختياراً واستقلالاً بدون واسطته تعالى وإقداره فالمسلمون منه براء، ولكنّه لا يوجد بين المسلمين أحد يقصد ذلك. نعم ربّما يوجد من لا يخطر بباله شيء تفصيلاً، فيجب حمله أيضاً على الوجه الصحيح من طلب الدعاء والشفاعة دون غيره، لأنّه وإن لم يقصد ذلك ولم يلتفت إليه تفصيلاً إلّا أنّه مقصود له إجمالاً، و لهذا لو سئل: أنّك هل تعتقد أنّه قادر على ذلك بلا واسطته تعالى؟ لقال كلاّ لا اعتقد ذلك وتبرّأ ممّن يعتقده، ولو قيل له: هل مرادك طلب الدعاء والشفاعة؟ لقال: نعم»(۶). ويقول السبكي ـ ردّاً على زعم ابن تيمية ـ : «وأمّا القسم الثالث، وهو أن يقصد بالزيارة الإشراك بالله تعالى، فنعوذ بالله منها وممّن يفعلها، ونحن لا نعتقد في أحد من المسلمين ـ إن شاء الله ـ ذلك; وقد قال(صلى الله عليه وآله وسلم) (اللهمّ لا تجعل قبري وثناً يُعبد). ودعاؤه(صلى الله عليه وآله وسلم)مستجاب... فهذا شىء لا نعتقده ـ إن شاء الله ـ في أحد ممّن يقصد زيارة قبر النبيّ(قدس سرهم)... وأمّا طلب الحوائج عند قبره(صلى الله عليه وآله وسلم)فسنذكره في باب الاستعانة بالنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)» (۷). قال الكوثري: «فسعيه في منع الناس من زيارته(صلى الله عليه وآله وسلم) يدلّ على ضغينة كامنة فيه نحو الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وكيف يتصوّر الإشراك بسبب الزيارة والتوسّل في المسلمين الذين يعتقدون في حقّه(صلى الله عليه وآله وسلم)(أنّه عبده و رسوله)، وينطقون بذلك في صلواتهم نحو عشرين مرّة في كلّ يوم»(۸). ب ـ الزيارة في سيرة أهل البيت ^ أ ـ زيارة الزهراء ÷ قبر الرسول | والشهداء: ۱- عن عليّ ×: «أنّ فاطمة بنت رسول الله | جاءت إلى قبر النبي | فوقعت عليه، ثمّ أخذت قبضة من تراب القبر فوضعتها على عينيها وبكت وأنشأت تقول: ماذا على من شمّ تربةَ أحمد أنْ لا يشمَّ مدى الزمان غواليا صُبَّت علىَّ مصائبٌ لَو أنّها صُبَّت على الأيّام صِرنَ لياليا».(۹) ٢- عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر×: «أنّ فاطمة بنت رسول الله | كانت تزور قبر حمزة رضي الله عنه، ترمّه وتُصلحه، وقد تعلّمته بحجر».(۱۰) ۳- قال الواقدي: وكانت فاطمة بنت رسول الله | تأتيهم (يعني شهداء أُحد) بين اليومين والثلاثة فتبكي عندهم وتدعو.(۱۱) ۴- عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه: «أنَّ فاطمة بنت النبي | كانت تزور قبر عمّها حمزة كلَّ جمعة فتصلّي وتبكي عنده».(۱٢) ب ـ زيارة أئمة أهل البيت ^ لقبر النبيّ | وأهل بيته صلوات الله عليهم: ۱- عن الذيّال بن حرملة قال: «كان عليّ بن أبي طالب × يغدو ويروح على قبر رسول الله | بعد وفاته، ويبكي تفجيعاً ثمّ يقول: يا رسول اللهِ ما أحسَنَ الصَّبرَ إلاّ عَنكَ، وأقبَحَ البكاءَ إلاّ عَليكَ. ثمّ يمرّغ وجهه في التراب ويبكي ويندب ويذكر ما حلّ به بعده، ويقول بعد ذلك: ماذا على من شمّ تربةَ أحمد أنْ لا يشمَّ مدى الزمان غواليا صُبَّت علىَّ مصائبُ لَو أنّها صُبَّت على الأيّام صِرنَ لياليا»(۱۳) ٢- لمّا حضرت الحسن × الوفاة استدعى الحسين بن علي‘فقال: «يا أخي... احملني على سريري إلى قبر جدّي رسول الله | لأجدّد به عهداً».(۱۴) ۳- «إنّ الحسين بن علي × يزور قبر الحسن × في كلّ عشيّة جمعة».(۱۵) ۴- عن صفوان الجمّال قال: «لمّا وافيت مع جعفر الصادق × الكوفة نريد أبا جعفر المنصور، قال لي: يا صفوان، أنخ الراحلة، فهذا حرم جدّي أميرالمؤمنين ×... ثمّ أرسل دموعه على خدّه وقال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون. ثمّ قال: السلام عليك».(۱۶) ۵- عن بعض أصحابنا قال: «حضرت أبا الحسن الأوّل × وهارون الخليفة وعيسى بن جعفر وجعفر بن يحيى بالمدينة قد جاؤوا إلى قبر النبيّ | ...وتقدّم أبو الحسن × فقال: السلام عليك يا أبه»...(۱۷) ۶- عن محول السجستاني قال: «لمّا ورد البريد بإشخاص الرضا × إلى خراسان كنت أنا بالمدينة، فدخل المسجد ليودّع رسول الله |، فودّعه مراراً، كلّ ذلك يرجع إلى القبر ويعلو صوته بالبكاء والنحيب».(۱۸) ۷- عن يونس بن أبي وهب القصري قال: «دخلت المدينة فأتيت أبا عبدالله × فقلت: جعلت فداك، أتيتك ولم أزر أميرالمؤمنين ×. قال: بئس ما صنعت، لو لا أنّك من شيعتنا ما نظرت إليك، ألا تزور من يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون؟ قلت: جعلت فداك ما علمت ذلك، قال: اعلم أنّ أميرالمؤمنين × أفضل عند الله من الأئمة كلّهم، وله ثواب أعمالهم وعلى قدر أعمالهم فضّلوا».(۱۹) سيرة المسلمين في زيارة النبيّ | تعتبر زيارة قبر النبيّ | عند المسلمين من الشعائر التي دأبوا على إحيائها وتسابقوا على الظفر بثوابها منذ أن دُفِن النبيّ | وإلى هذه الساعة لم ينكر ذلك أحد منهم حتى أصبح من المسلّمات العقائدية عندهم، ولهذا فقد زخر التراث الإسلامي بوقائع تاريخية كثيرة تؤكّد هذه الحقيقة وإليك جملة منها: ۱- جاء أبو بكر وعليّ يزوران قبر النبي | بعد وفاته ستّة أيّام... قال الطبري: خرّجه ابن سمان في الموافقة.(٢۰) ٢- إنّ عمر لمّا صالح أهل بيت المقدس وقدم عليه كعب الأحبار وأسلم وفرح عمر بإسلامه، قال عمر رضي الله عنه له: «هل لك أن تسير معي إلى المدينة وتزور قبرالنبي | وتمتّع بزيارته؟ فقال لعمر: يا أمير المؤمنين أنا أفعل ذلك. ولمّا قدم عمر المدينة، أوّل ما بدأ بالمسجد وسلّم على رسول الله |».(٢۱) ۳- «إنّ بلالاً رأى في منامه النبي | وهو يقول له : «ما هذه الجفوة يا بلال؟ أما آن لك أن تزورني يا بلال؟ فانتبه حزيناً وجلاً خائفاً، فركب راحلته وقصد المدينة فأتى قبر النبي | فجعل يبكي ويمرّغ وجهه عليه، وأقبل الحسن والحسين | فجعل يضمّهما ويقبّلهما، فقالا له: يا بلال نشتهي نسمع أذانك الذي كنتَ تؤذّنه لرسول الله | في السحر...». (٢٢) ۴- عن حاتم بن وردان، قال: «كان عمر بن عبد العزيز يوجّه بالبريد قاصداً إلى المدينة ليقرئ عنه النبيّ السلام».(٢۳) ۵- عن داود بن أبي صالح قال: «أقبل مروان يوماً فوجد رجلاً واضعاً وجهه على القبر فقال: أتدري ما تصنع؟ فأقبل عليه فإذا هو أبو أيّوب، فقال: نعم: جئت رسول الله(صلى الله عليه وآله) ولم آت الحجر. سمعت رسول الله | يقول: لاتبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله».(٢۴) ۶- عن عبيدالله بن عبدالله قال: «رأيت أُسامة بن زيد يُصلّي عند قبر رسول الله | فخرج مروان بن الحكم فقال: تصلّي إلى قبره؟! فقال: إنّي أُحبّه. فقال له قولاً قبيحاً، ثمّ أدبر. فانصرف أُسامة فقال: يا مروان إنّك آذيتني، وإنّي سمعت رسول الله | يقول: إنَّ الله يبغض الفاحش المتفحّش، وإنّك فاحش متفحّش».(٢۵) ج ـ التوسّل به | بعد وفاته * عن أبي أُمامة بن سهل بن حنيف، عن عمّه عثمان بن حنيف، أنّ رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفّان في حاجة له، فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي ابن حنيف فشكى ذلك إليه، فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضاة فتوضّأ، ثم ائت المسجد فصلّ فيه ركعتين، ثم قال: اللهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّنا محمّد | نبيّ الرّحمه، يا محمّد إنّي أتوجّه بك إلى ربّي فتقضي لي حاجتي. وتذكر حاجتك، ورح حتّى أروح معك. فانطلق الرّجل فصنع ما قال له، ثم أتى باب عثمان بن عفّان، فجاء البوّاب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان ابن عفّان، فأجلسه معه على الطنفسة(٢۶)، فقال: حاجتك، فذكر حاجته وقضابها له، ثمّ قال له: ما ذكرت حاجتك حتّى كان الساعة، وقال: ما كانت لك من حاجة فاذكرها، ثمّ إنّ الرّجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف، فقال له: جزاك الله خيراً، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إليَّ حتّى كلّمته فيَّ، فقال عثمان بن حنيف، والله ما كلّمته ولكنّي شهدت رسول الله | وأتاه ضرير، فشكى إليه ذهاب بصره، فقال له النبيّ |: فتصبر. فقال: يا رسول الله ليس لي قائد، وقد شقّ عليَّ، فقال النبيّ |: إئت الميضأة فتوضّأ ثمّ صلّ ركعتين ثمّ ادع بهذه الدعوات. قال ابن حنيف: فوالله ما تفرّقنا، وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنّه لم يكن به ضرّ قط.(٢۷) * إسماعيل بن يعقوب التيمي قال: كان محمّد بن المنكدر يجلس مع أصحابه، قال فكان يصيبه صمات، فكان يقوم كما هو حتّى يضع خدّه على قبر النبيّ | ثمّ يرجع، فعوتب في ذلك، فقال: إنّه يصيبني خطرة فإذا وجدت ذلك استغثت بقبر النبيّ.(٢۸) * أوس بن عبدالله قال: قحط أهل المدينة قحطاً شديداً، فشكوا إلى عائشة، فقالت: انظروا قبر النبيّ | فاجعلوا منه كُوىً إلى السماء حتّى لا يكون بينه وبين السماء سقف، قال ففعلوا فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الإبل، حتى تفتّقت من الشحم فسمّي عام الفتق.(٢۹) * روي عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن النبيّ | أنّه قال: إذا هالَك أمر فقل: «اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد. اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد أن تكفيَني شرّ ما أخاف وأحذر، فإنّك تُكفى ذلك الأمر».(۳۰) توسّل اليهود بالنبيّ | طلباً للانتصار * عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال: كانت يهود خيبر تقاتل غطفان، فكلّما التقَوا هزمت يهود خيبر، فعاذت اليهود بهذا الدّعاء: اللهمّ إنّا نسألك بحقّ محمّد النبيّ الأُمّي الذي وعدّتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان إلّا نصرتنا عليهم، قال: فكانوا إذا التقَوا دعَوا بهذا الدّعاء، فهزموا غطفان، فلمّا بُعث النبيّ | كفروا به، فأنزل الله: وقد كانوا يستفتحون بك يا محمّد على الكافرين.(۳۱)، (۳٢) استسقاء عمر بن الخطّاب بالعبّاس بن عبدالمطّلب * عن أنس، أنّ عمر بن الخطّاب كان إذا قحطوا استسقى بالعبّاس ابن عبدالمطلّب، فقال: اللهم إنّا كنّا نتوسّل إليكَ بنبيّنا فتسقينا، وإنّا نتوسّل إليك بعمّ نبيّنا فاسقنا. قال: فيُسقون.(۳۳) * عن ابن عمر أنّه قال: استسقى عمر بن الخطّاب عام الرمادة بالعبّاس بن عبدالمطّلب، فقال: اللهمّ هذا عمّ نبيّك العبّاس، نتوجّه إليك به فاسقنا، فما برحوا حتّى سقاهم الله، قال: فخطب عمر الناس فقال: أيّها النّاس إنّ رسول الله | كان يرى العبّاس ما يرى الولد لوالده، يعظّمه ويفخّمه ويبرّ قسمه، فاقتدوا أيّها الناس برسول الله | في عمّه العبّاس، واتّخذوه وسيلة إلى الله عزّ وجلّ فيما نزل بكم.(۳۴) في الختام نقول رأى السيد القائم واضح ورأي السيد محمد حسين فضل الله غير ثابت لنا. المصادر: (۱) النساء: ۵. (٢) التوبة: ۵۹. (۳) التوبة: ۷۴. (۴) آل عمران: ۴۹. (۵) انظر صحيح مسلم ٢: ۵٢، والمعجم الكبير للطبراني ۵: ۵۶ رقم ۴۵۷۰. (۶) كشف الإرتياب: ٢۷۴ ـ ٢۷۶. (۷) شفاء السقام: ۱۳۰. (۸) تكملة الردّ على نونيّة ابن القيّم: ۱۷۹. (۹) نظم درر السمطين: ۱۸۱، المواهب اللدنيّة: ۳/۴۰۰،السيرة النبويّة لزيني دحلان: ٢/۴۳۰. (۱۰) تاريخ المدينة لابن شبّة: ۱/۱۳٢، الطبقات الكبرى: ٢/۵۴. (۱۱) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ۱۵/۴۰، البداية والنهاية: ۴/۵۱، السيرة النبويّة لابن كثير: ٢/۳۷۱. (۱٢) المستدرك للحاكم: ۱/۵۳۳ رقم ۱۳۹۶ قال: وهذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات. (۱۳) دستور معالم الحكم للقاضي القضاعي: ۱۹۸-۱۹۹ (۱۴) الإرشاد: ٢/۱۷، روضة الواعظين: ۱۴۳، الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ۱۶۵. (۱۵) قرب الإسناد للحميري: ۱۳۹ ح ۴۹٢، بحار الأنوار: ۴۴/۱۵۰ ح ٢۱ . (۱۶) المزار الكبير: ۳۱۷ (ط: ٢۴۰)، فرحة الغري: ۹۴، بحار الأنوار: ۱۰۰/٢۷۹ ح ۱۵. (۱۷) الكافي: ۴/۵۵۳ ح ۸، كامل الزيارات: ۱۸ ب ح ۷. (۱۸) عيون أخبار الرضا: ٢/٢۱۸ ح ٢۶. (۱۹) الكافي: ۴/۵۷۹ ح ۳،كامل الزيارات: ۳۸ ب ۱۰ ح۱، المقنعة: ۴۶٢. (٢۰) نيل الأوطار: ۵/۹۷. (٢۱) شفاء السقام لتقي الدين السبكي: ۵۶ الباب الثالث. (٢٢) تاريخ مدينة دمشق: ۷/۱۳۷ رقم ۴۹۳، سير أعلام النبلاء: ۱/۳۵۸، أُسد الغابة: ۱/٢۴۴ رقم ۴۹۳، نيل الأوطار: ۵/۹۶. (٢۳) شعب الإيمان: ۳/۴۹۱ رقم ۴۱۶۶، الدرّ المنثور للسيوطي: ۱/٢۳۷ . (٢۴) مسند أحمد: ۵/۴٢٢، المستدرك للحاكم: ۴/۵۶۰ رقم ٢۷۹، مجمع الزوائد: ۴/٢ . (٢۵) الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان: ۵/۳۵۸ رقم ۵۷۰۴. (٢۶) الطِّنفسة والطُّنفُسة: قيل هي البساط الذي له خمل رقيق «لسان العرب ۶: ۱٢۷». (٢۷) المعجم الكبير ۹: ۳۰ رقم ۸۳۱۱ ، المعجم الصغير ۱: ۱۸۳ والحديث صحيح، مجمع الزوائد ٢: ٢۷۹، دلائل النبوّة ۶: ۱۶۷. (٢۸) تاريخ مدينة دمشق ۵۶: ۵۰، سير أعلام النبلاء ۵: ۳۵۸. (٢۹) سنن الدارمي ۱: ۳۵ رقم ۹۳ ب ۱۵ ـ باب ما أكرم الله تعالى نبيّه’ بعد موته ـ مصابيح السنّة ۴: ۱٢۸ رقم ۴۶۵۷، الإغاثة بأدلّة الاستغاثة ٢۴: ۶ ـ وقال: قلت وهذا صريح أيضاً بإسناد صحيح بأنّ السيّدة عائشة استغاثت بالنبيّ’ بعد موته وكذا جمع أصحابه... (۳۰) نظم درر السمطين: ۴۹ وفي ص۱۵۴ نحوه، قال: «فهذه دعوة خفيفة القول، مطردة لكلّ بليّة وهول، ومكسية لكلّ قوّة وحول، ومجلبة لكلّ عطيّة ونول، مَن قالها في كلّ مهمّة أو نازلة أدرك مأموله، وكُفي محذوره إن شاء الله تعالى». (۳۱) إشارة الى الآية ۸۹ من سورة البقرة: "وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الْكَافِرِينَ". (۳٢) المستدرك للحاكم ٢: ٢۸۹ رقم ۳۰۴٢، الوسيط في تفسير القرآن المجيد ۱: ۱۷۳، البداية والنهاية ٢: ۳۷۸ عن البيهقي. (۳۳) صحيح البخاري ٢: ۳۴، تاريخ المدينة لابن شبّة ٢: ۷۳۸ نحوه، تاريخ مدينة دمشق ٢۶: ۳۵۵، المعجم الكبير ۱: ۷٢ رقم ۸۴ . (۳۴) المستدرك للحاكم ۳: ۳۷۷ رقم ۵۴۳۸، تاريخ مدينة دمشق ٢۶: ۳٢۸، فتح الباري ۳: ۱۸۶ وقال: ويستفاد من قصّة العبّاس استحبابلاستشفاع بأهل الخير والصلاح وأهل بيت النبوّة.

4