الامام الحجه
اذا كان الامام الحجة عليه السلام يعيش وهو غائب عن الناس فكيف كان يدير الامور وكيف كان يتصل بالناس؟
اولاً : لا تنحصر الغيبة بالامام المهدي(ع) بل شملت العديد من الأنبياء كما ورد في آية: ﴿وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ (الاعراف: ۱۴٢)
ثانياً: كيف تفسرون ايمان العديد من المسلمين على الرغم من عدم رؤيتهم للنبي(ص).
ثالثاً: لقد كان اتصال الامام بالناس بعدة طرق، منها: عن طريق السفراء، ثم الوكلاء، او يباشر بعض الامور بنفسه عليه السلام، او كان بتوسط بعض الناس الغير معروفين، ونحن نشير هنا الى سفراءه ونوابه في غيبته الصغرى الذين كانوا وسائط لاتصاله مع الناس:
ونذكر نبذة عنهم كما ذكر استاذنا المفدى المؤلف دام ظله، حيث قال:
اعلم؛ ان وكلاءه ونوابه عليه السلام في زمان الغيبة الصغرى كما يظهر من مراجعة الكتب المعتبرة كانوا عدة من الثقات الممدوحين بالوثاقة والامانة والصداقة وكان يخرج من عندهم توقيعاته و اوامره و نواهيه عليه السلام و يظهر منهم الكرامات و الاخبار عن المغيبات من جهته، و اقتصر على ذكر اسماء الاربعة المعروفين منهم الذين اجمع الشيعة على امانتهم و عدالتهم و رفعة مقامهم و علوّ درجتهم فنقول:
الاول: الشيخ ابو عمرو عثمان بن سعيد العمري(رض) و قد نصّبه ابو الحسن علي بن محمد العسكري و ابو محمد الحسن بن علي (ع)، وكان اسدياً ويقال له العسكري و السمّان، لانه كان يتجر في السمن تغطية على الامر، و قد ورد النص عليه من الامامين المذكورين و من مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه، و قد ذكره الشيخ؛ في رجال تارة، في ذكر اصحاب الهادي عليه السلام فقال:
(عثمان بن سعيد العمري، يكنى ابا عمرو السمّان ، ويقال له: الزيات، خدمه وله احدى عشرة سنة، وله اليه عهد معروف)، وتارة في اصحاب ابي محمد الحسن عليه السلام فقال: (جليل القدر ثقة وكيله عليه السلام) وقال ايضا في رجاله: (محمد بن عثمان بن سعيد العمري يكنى؛ ابا جعفر وابوه يكنى ابا عمرو جميعاً وكيلان من جهة صاحب الزمان عليه السلام ولهما منزلة جليلة عند الطائفة، انتهى) ولقد اجاد المولى الوحيد، حيث قال، كما في تنقيح المقال: هو اجل و اشهر من أن يُذكر.
الثاني: ابو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري (رض) فانه لما مضى ابوه ابو عمرو قام مقامه بنص ابي محمد عليه السلام، و نص ابيه عثمان عليه، بامر القائم عليه السلام ، وقد نقل الشيخ في غيبته، عن ابي العباس عن هبة الله بن محمد عن شيوخه: اجماع الشيعة على عدالته و وثاقته و امانته، لما ورد عليه من النص بالعدالة والامر بالرجوع اليه في حياة الحسن(ع) و بعد موته في حياة ابيه قال: (وقد نقلت عنه دلائل كثيرة ومعجزات الامام ظهرت على يده