غرر الحكم ودرر الكلم الامام علي عليه السلام

أهلاً سهلاً بالسائل الكريم الصفوة من الخلق يجعلون الدنيا وسيلة للآخرة ويتزودوا منها لها خلافاً للفجار والمتعلقين بالدنيا فهم عندهم الغاية والهدف هي الدنيا لا الآخرة والله تعالى بصير بعباده ونياتهم لذلك يعطي كل ذي حق حقه . وروي أن الله تبارك وتعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من يحبه. لان من اعطي الدين دون الدنيا فقد اعطي الخير كل الخير ،بخلاف من اعطي الدنيا بلادين فلاخير فيما عنده. لذلك نجد الانبياء والاولياء عندهم الدين ولاتشغلهم الدنيا ولاينخدعون بها لانهم وجدوا كل الخير فيما عندهم. فيقول امير المومنين عليه السلام للدنيا ؛ يَا دُنْيَا يَا دُنْيَا إِلَيْكِ عَنِّي أَ بِي تَعَرَّضْتِ أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ لاَ حَانَ حِينُكِ هَيْهَاتَ غُرِّي غَيْرِي لاَ حَاجَةَ لِي فِيكِ قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلاَثاً لاَ رَجْعَةَ فِيهَا فَعَيْشُكِ قَصِيرٌ وَ خَطَرُكِ يَسِيرٌ وَ أَمَلُكِ حَقِيرٌ، فهذا حال من يعطى الدين فانه يهجر الدنيا ويراها حقيرة قصيرة والحمد لله رب العالمين. دمتم في رعاية الله