( 16 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الدراسة في الحوزة

السلام عليكم انا طالب مدرسة عمري ١٦ سنه في الصف الثالث عندما اُشاهد في الهاتف شيوخ وساده تصبح لدي الرغبه في ان اصير شيخ واريد ان أدخل حوزه علميه هل استطيع ان أدخل حوزه وانا عمري ١٦ سنه ؟ وماذا يدرسون في الحوزه ؟ اريد ان اصبح شيخ لكي اخدم اهل البيت عليهم السلام لان انا اريد احقق هذا الهدف وماذا افعل لكي أدخل الحوزه وشكراً


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي العزيز بارك الله فيكم على اهتمامكم بدينكم وخدمة أهل البيت عليهم السلام.. نحاول أن نوقف جنابكم الكريم على صورة إجمالية عن هذا الموضوع وإن شاء الله تعالى يتضح الأمر لكم: أول ما يجب معرفته هو: أن الحوزة ليست دار عبادة أو خطابة، بل هي تخصص علمي حالها حال باقي التخصصات -كالطب والهندسة- إلا أن جانب تخصصها هو الدين، ولا يعني ذلك أنها تعلم المواعظ والحكم والنعي -كما يتصور البعض- بل علومها علوم دقيقة جدا ودراستها ليست سهلة يسيرة؛ فنحن ندرس في الحوزة: (النحو)، و(الصرف) و(المنطق)، و(البلاغة)، و(الفقه)، و(علم الكلام)، و(الأصول)، وما إلى ذلك من هذه الدروس. ولا ندرسها بالسطحية التي تدرس بها في الأكاديمية، بل بتعمق وتدقيق (كما يشهد به كل من اطلع على دروس الحوزة ودروس الأكاديمية وقارن بينهما). وعلى هذا فلابد من توفر الكفاءة الكافية للطالب الذي يريد الالتحاق بالحوزة، وهي لا تتحقق لكل أحد. ومما الأمور التي لها العلاقة بالكفاءة: 1- المستوى الذهني للطالب؛ فبعض المستويات الذهينة لبعض الناس، لا تتحمل الدراسة العميقة في الحوزة، بل لا تستوعب مطالبها أصلا. 2- العمر؛ فإن الأعمار الصغيرة كما أنها لا تتناسب مع دراسة الطب مثلا، كذلك لا تتناسب مع دراسة العلوم الحوزوية، إلا ما ندر عند بعض الصغار الذين لهم ذهنية عالية وقالبية واسعة. 3- الأخلاق الحسنة؛ فإن لها الحجر الأساس في استيعاب المطالب (ويمكنكم للاطلاع على ذلك قراءة ما ذكره السيد محمد باقر السيستاني دامت بركاته في مقدمة كتابه القيم: أصول تزكية النفس وتوعيتها). 4- الجد والاجتهاد والقابلية على الصبر أمام الصعاب؛ فإن من لا صبر له، لن يثمر شيئا في الحوزة. ولا نريد بهذا إحباطكم، بل نريد أن نوقفكم على الواقع بما هو، كي تقبلوا على أمر واضح؛ خصوصا أن تصور كثير من الناس عن الحوزة تصور مغلوط بسبب عدة عوامل: منها تطفل الجهلة عليها وتصديهم للناس على أنهم علماء؛ فأعطوا صورة غير واعقية عن الحوزة العريقة. ورغم كل تلك الصعوبات، إلا أن من يتوكل على الله تعالى -بعد وجود القابلية عنده- ويجد ويجتهد يرى نتائج حميدة بإذنه تعالى. ثم لا يفوتنا أن ننبه: على أن من لم يدخل إلى الحوزة بعد، أو لا يستطيع الدخول إليه، فليس معنى ذلك أن ينقطع تماما عنها، بل يبقى عليه تكليف تعلم المسائل الدينية ولو بمستوى يناسب ذهنيته. والحاصل: أنكم في عمركم هذا اهتموا بدراستكم الأكاديمية، وحاولوا النجاح والتفوق فيها، ومع ذلك استمعوا إلى بعض الدروس (ولو عن طريق السماع من خلال القنوات التي توفر الدروس عبر وسائل التواصل) كدرس عقائد مبسط، ودرس الوجيز في أحكام العبادات، إضافة إلى قراءة الكتب الدينية. وليكن ذلك عبر الاستعانة ببعض أهل العلم ممن يوثق بهم. هذا بشكل عام.. أما إذا كانت لكم قابلية على الدراسة الحوزوية وأنتم في هذا العمر، فتوكلوا على الله تعالى وقدموا على بعض المدارس الدينية الموثوقة في النجف الأشرف -كمدرسة نجم الأئمة والعلوية مثلاً- فقد رأينا بعض الشباب في عمر صغير لكنهم كانوا متميزين في الدراسة بشكل كبير مع إقبالهم عليها. نسأل الله لكم تمام التوفيق. ودمتم في رعاية الرب الكريم..

10