ما هو الفرق في القرآن الكريم بين كلمه ....سنه و عام
١-ورد في تاج العروس عن هذا الموضوع ما يلي: و العامُ: السَّنَةُ، كما في الصِّحاحِ.قالَ شيْخُنا: و على اتِّحادِهما جَرَى المصنِّفُ ففَسَّرَ كلَّ واحِدٍ منهما بالآخَرِ.و قالَ ابنُ الجواليقي: و لا تفرِّقُ عَوام الناسِ بينَ العامِ و السَّنَةِ و يَجْعلُونَهما بمعْنًى فيقُولُونَ: سَافَرَ في وقْتٍ مِنَ السَّنَةِ أَيّ وَقْت كانَ إلى مِثْلِه ذلك و هو غَلَطٌ، و الصَّوابُ ما أَخْبَرْت به عن أَحْمدَ بنِ يَحْيَى أَنَّه قالَ: السَّنَةُ مِن أَيِّ يومٍ عَدَدْتَه إلى مثْلِه، و العامُ لا يكونُ إلَّا شِتاءً و صَيْفاً، و ليسَ السَّنَةُ و العامُ مُشْتَقَّيْن مِن شيءٍ فإذا عَدَدْت مِنَ اليومِ إِلى مثْلِه فهو سَنَةٌ يَدْخلُ فيه نِصْفُ الشِّتاءِ و نِصْفُ الصَّيْفِ، و العامُ لا يكونُ إلَّا صَيْفاً و شِتاءً؛ و مِن الأوَّل يقَعُ الرّبْع و الرّبْع و النِّصْف و النَّصْف، إذا حَلَفَ لا يكلِّمُه عاماً لا يدخلُ بعضُه في بعضٍ، إنَّما هو الشِّتاءُ و الصَّيْف، فالعامُ أَخَصُّ مِن السَّنَةِ، فعلى هذا تقولُ كلُّ عامٍ سَنَةٌ و ليسَ كلُّ سَنَة عاماً. و قالَ الأَزْهَرِيُّ: العامُ حَوْلٌ يَأْتي على شَتْوَة و صَيْفَة، و على هذا فالعامُ أَخَصُّ مُطْلقاً مِن السَّنَةِ، و إذا عَدَدْتَ مِن يومٍ إلى مِثْلِه فهو سَنَةٌ و قد يكونُ فيه نِصْف الصَّيْف و نِصْف الشِّتاءِ، و العامُ لا يكونُ إلَّا صَيْفاً و شِتاءً مُتَوالِيَيْن، اه. قلْتُ: و الذي في المُفْرداتِ للرَّاغبِ ما نَصّه: فالعامُ كالسَّنَةِ، لكنْ كَثيراً ما تُسْتَعْمَل السَّنَة في الحَوْلِ الذي يكونُ فيه الجَدْبُ و الشِّدَّةُ، و لهذا يُعَبَّرُ عن الجَدْبِ بالسَّنَةِ، و العامِ فيمَا الرَّخاء و الخِصْب، قالَ اللَّهُ تعالَى: عٰامٌ فِيهِ يُغٰاثُ النّٰاسُ وَ فِيهِ يَعْصِرُونَ ؛ و قوْلُه تعالَى: فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلّٰا خَمْسِينَ عٰاماً؛ ففي كَوْنِ المُسْتَثْنى منه بالسَّنَةِ و المُسْتَثْنى بالعامِ لَطِيفَة مَوْضِعُها فيمَا بَعْد هذا الكِتاب؛ ثم قالَ: و قيلَ: سُمِّيَ العامُ عاماً لعَوْمِ الشمْسِ في جَمِيعِ بروجِها؛ و يدلُّ على معْنَى العَوْمِ قوْلُه تعالَى:وَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ.و قالَ السّهيليّ في الرَّوض: السَّنَةُ أَطْولُ مِن العامِ و هو دورةٌ مِن دوراتِ الشمْسِ، و العامُ يُطلقُ على الشُّهورِ العَربيَّةِ بخِلافِ السَّنَةِ، فتأَمَّلْ فيه مع ما نَقَلَه شيْخُنا. ٢- بان العام يطلق على الرخاء والسنة على الشدائد {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} (14) سورة العنكبوت 950 سنة شدائد يدعو قومة ولم يصدقوه 50 سنة رخاء عاشها مع الذي امنوا قوله تعالى: «قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون وهنا تاتي السنين دأبا اي متعبه قوله تعالى: «ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس و فيه يعصرون» وهنا ياتي العام رخاء لان الله نصره اغاثه النصرة ونحن نقول كل عام وانتم بخير ولا نقول كل سنة وانتم بخير ٣-ان كلمة عام تطلق على السنة القمرية فلا يقربو المسجد الحرام بعد عامهم هذا وكلمة السنة تطلق على السنة الشمسية والسنةالشمسية اكبر من السنة القمرية ومما يدل على ان العام والسنة يوجد بينهما فرق هو قوله سبحانه وتعالى وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ [العنكبوت : 14] فلو كان لا يوجد فرق بين العام والسنة لكتفى الله سبحانه وتعالى بقوله الا خمسين ولم يقول عام أو لقال فلبث فيهم تسعة مائة وخمسين سنة هذه أقول في الفرق ويوجد غيرها في معاجم اللغة