سلام عليكم هنالك بعض الأقوال عن المعامله بالمثل من شخصيات مشهورة او تأريخية وانا هذه مقولة قد قمت بكتابتها في البرفايل الخاص في التليغرام وأتت لي بعض الأنتقادات بسب الأقوال من الناس هي تخص حول المعامله بالمثل
ومنها :أعامل الناس بالمثل ولست مجبر أن أجاملهم ولا هم مضطرون لتقبلي وهنالك مقوله اخرى ايضاً : لراحة بالك المعاملة بالمثل هي افضل أسلوب للحفاظ على الراحه
السؤال هو هل هذه مقولات يجوز أن اطبقها في حياتي من ناحيه الإسلام هل هذا صحيح ام لا يجوز اتمنى توضيح من حضرتكم واعتذر على الأطالة
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي العزيز..
الحياة في المجتمع -أي مجتمع كان- لا يمكن أن تكون هنيئة إذا كانت مبنية على التعامل بالمثل، بل كثيرا ما تحتاج الحياة إلى التغاضي عن إساءات الآخرين، ومسامحتهم، وإعطائهم العذر فيما يصدر منهم تجاهنا.
وهذا أمر يشهد به الواقع الذي يعيشه كل إنسان؛ فإن الإنسان الذي يعامل الناس بالمثل تكون حياته منغصة، وينفر الآخرون منه، ولا يكون مقبولا لديهم، وينظرون إليه بأنه إنسان معقد.
وقد جاءت عدة نصوص دينية تأمرنا بعدم المقابلة بالمثل:
1- كقوله تعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}، و{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، و{وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.
2- وما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «لا حلم كالتغافل، لا عقل كالتجاهل»، و«إن العاقل نصفه احتمال، ونصفه تغافل»، و«تغافل يحمد أمرك»، و«أشرف أخلاق الكريم تغافله عما يعلم»، و«من لم يتغافل ولا يغض عن كثير من الأمور تنغصت عيشته».
3- وفي وصايا الإمام زين العابدين (عليه السلام): «اعلم يا بني أن صلاح الدنيا بحذافيرها في كلمتين: إصلاح شأن المعايش ملء مكيال ثلثاه فطنة وثلثه تغافل».
نعم في بعض الموارد لا يكون التغافل والتغاضي في محله، كما في قضية القتل المتعمد؛ فإن العفو عن القاتل قد يكون سببا في تماديه وتكرار قلته، قال تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ}.
دمتم في رعاية الله..