بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَآ أُبَرِّئُ نَفْسِىٓ ۚ إِنَّ ٱلنَّفْسَ لَأَمَّارَةٌۢ بِٱلسُّوٓءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّىٓ ۚ إِنَّ رَبِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ
صدق الله العلي العظيم
ماتفسير الاية ومن المقصود في هذه الايه الكريمه إمرأة العزيز او نبي الله يوسف عليه السلام
شكرا
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا
جاء في تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - ص ١٩٧- ١٩٨:
قوله تعالى: " وما أبرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربى ان ربى غفور رحيم " تتمة كلام يوسف (ع) وذلك أن قوله: " انى لم أخنه بالغيب كان لا يخلو من شائبة دعوى الحول والقوة وهو (ع) من المخلصين المتوغلين في التوحيد الذين لا يرون لغيره تعالى حولا ولا قوة فبادر (ع) إلى نفى الحول والقوة عن نفسه ونسبة ما ظهر منه من عمل صالح أو صفة جميلة إلى رحمة ربه وتسوية نفسه بسائر النفوس التي هي بحسب الطبع مائلة إلى الأهواء امارة بالسوء فقال: " وما أبرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربى " فقوله هذا كقول شعيب (ع): " ان أريد الا الا صلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله " هود: 88.
فقوله: " وما أبرئ نفسي " إشارة إلى قوله انى لم أخنه بالغيب وانه لم يقل هذا القول بداعي تنزيه نفسه وتزكيتها بل بداعي حكاية رحمة من ربه وعلل ذلك بقوله " ان النفس لامارة بالسوء " أي ان النفس بطبعها تدعو إلى مشتهياتها من السيئات على كثرتها ووفورها فمن الجهل ان تبرء من الميل إلى السوء وانما تكف عن أمرها بالسوء ودعوتها إلى الشر برحمة من الله سبحانه تصرفها عن السوء وتوفقها لصالح العمل.
ومن هنا يظهر ان قوله " الا ما رحم ربى " يفيد فائدتين.؟.
إحداهما تقييد اطلاق قوله " ان النفس لامارة بالسوء " فيفيد ان اقتراف الحسنات الذي هو برحمة من الله سبحانه من أمر النفس وليس يقع عن الجاء واجبار من جانبه تعالى.
وثانيتهما الإشارة إلى أن تجنبه الخيانة كان برحمة من ربه.
دمتم في رعاية الله