منذ سنتين

طلب النبي سليمان الملك من الله

لماذا قال النبي سليمان (ربي هب لي ملكا لاينبغي لاحد من بعدي) اليست هذه انانية وتبين ان الملك من طبيعة البشر حتي لو كانوا انبياء؟


جاء في تفسير [الامثل في تفسير كتاب اللّه المنزل‏] مايلي: ذكر المفسرون أجوبة كثيرة عن هذا السؤال، الكثير منها لا يتطابق مع ظاهر الآيات، و الجواب الذي يبدو اكثر تناسباً و منطقية من بقية التفاسير هو ان سليمان طلب من الباري عزّ و جلّ أن يهب له ملكاً مع معجزات خاصة، كي يتميز ملكه عن بقية الممالك، لأننا نعرف أن لكل نبي معجزة خاصة به، فموسي عليه السلام معجزته العصا و اليد البيضاء، و ابراهيم عليه السلام معجزته برد النار التي ألقي فيها و انطفاؤها، و معجزة صالح عليه السلام الناقة الخاصة به، و معجزة نبينا الاكرم محمد (ص) هو القرآن الكريم، و سليمان كان ملكه مقترنا بالمعجزات الالهية، كتسخير الرياح و الشياطين له مع مميزات اخري. و هذا الأمر لا يعد عيباً أو نقصاً بالنسبة للانبياء الذين يطلبون من اللّه أن يؤيدهم بمعجزة خاصة كي يبرهنوا للناس علي صدق نبوّتهم، و لهذا فلا يوجد أي مانع في أن يطلب الآخرون ملكاً أوسع و أكبر من ملك سليمان، و لكن لا تتوفر فيه الخصائص التي أُعطيت لسليمان‏. و جاء في تقسير من وحي القرآن ما يلي: و هذا الملك الذي يطلبه سليمان، لا ينطلق من حالة ذاتية تتطلب تغذية العنصر الأناني في شخصيته، أو تقوية التحرك العدواني في سلطته، لأنّ روحيته في طلبه هذا هي روحية المؤمن الرسالي الذي يرجع الي الله و يخضع له و يستغفره و ينفتح عليه، و يرجوه في كل رغباته مما لا يبتعد عن رضاه، و في ضوء ذلك فإن تحديده الملك بأنه لا ينبغي لأحد من بعده، لا يتحرك من منع غيره من مثله، بل في نطاق تميزه بخصوصية نوعية تشتمل علي الخوارق المعجزة، مما يوحي بكرامة الله له، و عنايته به، بما يميز الله به بعض عباده علي بعض

2