منذ سنتين

هل أن اخـتلاف آراء الفقهـاء يجعـل مـن المسـتـحيل تطبيـق الشريعـة الإسلامية؟

يدعـي بعـض العـلمـانين أن اخـتلاف آراء الفقهـاء يجعـل مـن المسـتـحيل تطبيـق الشريعـة الإسلامية فـكل مذهـب له رؤيتـه الـخاصـة و أيضا داخل الـمذهب الواحد نشاهـد الاختـلاف بيـن فقهائـه، فكيـف يمكـن سـن القوانين التي تـوفق بيـن الجميــع و كيـف نرد عليهم؟


ان هذا الادعاء لا يبتني علي اسس علمية، و ذلك لان المدعي نظر الي المسائل الخلافية فقط، و لم ينظر الي المشتركات التي هي الاكثر و الاشمل، فعلي سبيل المثال: يمثل الفكر العقيدي لدي المسلمين جميعا الاساس و المنطلق في بناء الرسالة الاسلامية، و الفكر العقيدي كالايمان بوحدانية اللّه تعالي و تصديق الانبياء، و ما ارتبط بذلك من مسائل و تفريعات يقسّم بطبيعته الي قسمين اساسيين هما: 1 ـ الاسس الثابتة التي لا اجتهاد فيها و لا رأي، كالايمان بانّ اللّه واحد احد، متصف بصفات الكمال، منزه عن النقص، و انه بعث الانبياء، و انزل الكتب و انه يبعث من في القبور . و تلك و امثالها اُسس و مسلّمات ليست قابلة لتعدد الرأي و الاجتهاد لدي المسلمين جميعاً . 2 ـ هناك مسائل و تفريعات عقيدية، اختلف المسلمون في فهمها و تفسيرها و هكذا الكلام في المسائل العبادية او الاحكام او المعاملات او.... فان هناك امور ثابتة مسلمة عند جميع المسلمين، فالزكاة امر مُسلّم بين المسلمين و اذا كان هناك اختلاف فهو اختلاف في بعض المسائل الفرعية التي لا يمكن ان تتقاطع مع سن القانون، و هكذا الكلام في بقية الاحكام، خاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان المصدر الاساسي للتشريع هو القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة. نعم الذي فرّق المسلمين ليس هو الاختلاف في فهم النصوص و انما الذي فرّقهم و جعل سن قانون موحد أمراً صعباً هو عوامل خارجية يهمها تمزّق المسلمين و تفرقهم.