logo-img
السیاسات و الشروط
منذ 3 سنوات

قدرة الجن علي ان يتمثل بالانسان و الزواج من الادمية

هل يمكن للجن ان يتمثل بالانسان؟ و هل ان ما يقوم به بعض اهل السنة لدفع الجن عن طريق الرقاع صحيح ام لا؟ و هل له وجود في التراث الاسلامي ؟ و كيف يقع الاختلاف بين العلماء في موضوع واحد فقد رايت بعض العلماء يقول بامكانية زواج الجن من الادمية و يتناسلون؟


لقد جاء تعريف الجن في كتاب «الجن في القرآن الكريم» لولي زار بن شاه زين الدين، بما يلي: الجن في نظر المسلمين اجسام هوائية او نارية، عاقلة خفية، تتشكل باشكال مختلفة، و لها قدرة علي الاعمال الشاقة. و هذا التعريف نقله المؤلف عن دائرة المعارف الاسلامية 7/110 و قد جاء في الرواية عن النبي (ص) قوله "من رآني فقد رآني لان الشيطان لا يتمثل بي" [1] و قد جاء في بحار الانوار[2] ما يلي: لا خلاف بين الامامية بل بين المسلمين في ان الجن و الشياطين اجسام لطيفة يرون في بعض الاحيان و لا يرون في بعضها: و لهم حركات سريعة و قدرة علي اعمال قوية، و يجرون في اجساد بني آدم مجري الدم، و قد شكلهم الله بحسب المصالح باشكال مختلفة، و صور متنوعة كما ذهب اليه المرتضي رحمه الله، أو جعل لهم القدرة علي ذلك كما هو الاظهر من الاخبار و الآثار. قال صاحب المقاصد: ان الجن اجسام لطيفة هوائية بعضها كافر و البعض الآخر مؤمن و بعضها عصات. اماما يتعلق بالرقاع الشرعية فاذا كانت تتضمن دعاء معتبراً وارداً عن طريق الرسول (ص) او عن الامام المعصوم فلا اشكال فيها، و الا فلا اعتبار لها، بل اذا نسبت الي الشارع في هذه الحالة تكون بدعة محرمة. و اما ما يتعلق بالزواج من الجن، فانه توجد هنا مسألتان، الاولي حول وقوع ذلك و امكانه، و الاخري حول حكمه الشرعي. اما المسألة الاولي: فقد وردت في بعض المصادر الا انها لا توصل الانسان الي اليقين بهذه القضية. و اما ما يتعلق بحكمها الشرعي فان الامامية تذهب الي عدم جواز ذلك. قال تعالي (بسم اللّه الرحمن الرحيم. قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَبا* يَهْدي إِلَي الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَ لَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً ) [3] و بعبارة آخري: الجن نوع من الخلق مستورون من حواسنا و انهم خلقوا قبل نوع الانسان من النار كما خلق الانسان من تراب، و هم يعيشون و يموتون و يبعثون و لهم شعور و أرادة و يقدرون علي حركات سريعة و اعمال شاقة و إنّ فيهم ذكورا و اناثا و يتكاثرون بالتوالد و التناسل، و هم مكلفون كالانسان و منهم صالحون و كل هذا ينطق به القرآن الكريم في آيات كثيرة هي التي ترسم لنا الصورة الواقعية التي يجب علينا الايمان بها علي أساس الحقيقة القرآنية التي لا يأتيها الباطل من بين يديها و لا من خلفها، كما هو الحال في الكثير من حقائق الغيب التي لم تقع تحت إدراك حواسّنا الظاهرة، فلا يجوز لنا إن نزيد عليها و لا علي ما جاءت به السنة النبوية الصحيحة. و علينا ترك العقائد الشعبية التي تتحدث عن الجن بما يشبه الخرافة، و تري أن لهم تأثيرا في الحياة العلمية للناس من حالات غير طبيعية أو تسخيرهم و إيجاد علاقات معينة بهم، و ما يتحدث به البعض لم يثبت بطريق صحيح و لا نستطيع أن نجد فيه أيّ اساس للصحة و الحقيقة كما انه يجب علي المؤمنين الحذر من أن يخضعوا بمثل هذه الأحاديث التي قد يحرّكها الكثير من الجاهلين أو الذين يستغلون جهل الناس للإيحاء لهم بالجوّ الخفي للجن بادّعاء علاقتهم بأمراضهم و أحلامهم و حاجاتهم الحياتية المتنوعة و نستطيع الاجابة عن اسئلتكم علي اضواء (سورة الجن) و تفاسيرها في مصادرها المعتبرة كما يلي: 1- ان الجنّ يعيش في هذا العالم، و هكذا فقد وجهه اللّه لهم الخطاب القرآني (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطانٍ ) [4] . 2ـ يذكر لنا القرآن الكريم من ان النبي سليمان عليه السلام كان له اتصالا لهم و قد سخرهم ضمن عماله و جيشه، كما ورد في القرآن الكريم و ما يروي من مشاهدة احد الائمة أو الصحابة للجن و التحدث معهم و هو بحاجة الي تحقيق روائي دقيق. 3ـ و اما عن مسئلة دخول الجن في جسم الانسان فلا يمكن الايمان به لاننا عند ذلك ننزع عن الانسان حريته و اختياره في اعماله و نؤمن حينئذ (بالجبر) و ذلك لان تصرفاته تكون بارادة الجن لا بإرادته و لم نجده في كتب التفسير التي تعرضت لموضوع الجن، و اما بالنسبة للزواج منهم فلايمكن ذلك لاختلاف الجنسين و النوعين. 4ـ و عن الاماكن و البيوت المسكونة فلم نجد هذه الامور الا في ما يتداوله الناس أو تنشره بعض الصحف من اخبار، و يحتاج الي التوثيق و الدراسة العلمية المتكاملة و لا يمكن لذلك اثباته، و علينا بمعالجة هذا الموضوع علي ضوء القرآن الكريم و أحاديث أهل البيت عليهم السلام.  ان مسألة الجن من المسائل الغيبية التي لا يمكن اخضاعها للتجربة و الحسن و تعتمد في التصديق بها أو رفضها علي مدي وثوقنا و تصديقنا بمن نسمعها منه، فاذا كان صادقا صدقناه و بالعكس، كما أن هذه المسألة هي مما يندر الابتلاء بها و لا تعتبر من الموارد التي سأل عنها الانسان يوم القيامة فنكتفي بما في مصادرنا الموثقة و التي كتبها علماؤنا الافاضل رحمهم اللّه تعالي.[5]

2