بالرغم مما يحاوله البعض في المطابقة بين سد ذي القرنين و بين جدار الصين الذي لا يزال موجودا و يبلغ طوله مئات الكيلومترات، إلاّ أنّ الواضح أنّ جدار الصين لا يدخل في بنائه الحديد و لا النحاس، و هو فضلا عن ذلك لا يقع في مضيق جبلي ضيق، بل هوجدار مبني من مواد البناء العادية ويبلغ طوله مئات الكيلومترات، و هو مازال موجودا حتي الآن.
البعض يري في سد ذي القرنين أنه سد مأرب في اليمن، و لكن هذا السد برغم وقوعه في مضيق جبلي إلاّ أنّه أنشيء لمنع السيل و لخزن المياه، و إنّ النحاس و الحديد لم يدخلا في بنائه، و لكن بالإستناد إلي شهادة العلماء و أهل الخبرة فإنّ السد يقع في أرض القوقاز بين بحر الخزر و البحر الأسودـ حيث توجد سلسلة جبلية كالجدار تفصل الشمال عن الجنوب، و المضيق الوحيد الذي يقع بين هذه الجبال الصخرية هو مضيق «داريال» المعروف، و يشاهد فيه جدار حديدي أثري حتي الآن، و لهذه المرجحات يعتقد الكثيرون أنّ سد «ذو القرنين» يقع في هذا المضيق و أنّ المتبقي من مواصفات آثاره دليل مؤيّد لذلك.
الطريف في الأمر أنّه يوجد نهر قرب ذلك المكان يسمي «سائرس» أي «كورش» إذ كان اليونان يسمون كورش ب (سائرس). الآثار الأرمنية القديمة كانت تطلق علي هذا الجدار اسم «بهاگ گورائي» و التي تعني «مضيق كورش» أو«معبر كورش» و هذا ايضا دليل علي أنّ كورش هو الذي بني السد.[1]