هل أن العقيلة زينب (ع) قد لطمت علي صدرها أو شقت جيبها في يوم العاشر أو أحد من الفاطميات فعل ذلك؟
نظراً لمرض الامام السجاد عليه السلام في يوم عاشوراء فقد القيت المهمة علي عاتق العقيلة زينب عليها السلام، وهذا الامر يستدعي منها عليها السلام ان تظهر باكمل درجات الصبر و القوة لتقود الركب و تتحمل مسؤوليتها بصورة تامة، كما ان هناك روايات تؤكد ان الامام الحسين عليه السلام أوصاها بالصبر و ان لا تظهر ما يشمت بهم الاعداء حيث قال لها عليه السلام: " يا اخية اني اقسمت عليك فأبري قسمي لا تشقي عليّ حبيبا و لا تخمشي عليّ وجها، و لا تدعي بالويل و الثبور اذا انا هلكت" [1]
و علي كل حال لا يوجد عندنا دليل او رواية معتبرة في مصدر معتبر تنص علي ان الحوراء زينب قد لطمت علي صدرها، او شقّت جيبها، نعم هناك روايات تؤكد علي انها اقامت العزاء و استمرت في ذلك بصورة تنسجم مع الخط العام للرسالة و استطاعت من خلال ذلك ايصال رسالة اخيها الحسين عليه السلام و مظلوميته الي العالم الاسلامي.
كما اننا نري في زينب الانسانة الصلبة الشجاعة التي تقول كلمة الحق أمام السلطان الجائر الذي يملك ان يقتلها كما سلّط الجيوش حتي قتل اهل بيتها، و نري قمّة موقف زينب عليها السلام عندما وقفت امام يزيد لتعطي الموقف الاسلامي الذي يتحدّي الظالم و يتحدّي الظلم و يشمخ بالرسالة و يعيش عنفوان الحق. إننا عندما نتصوّر زينب في ذلك كلّه نري انّ دموعها التي سالت في كربلاء كانت دموعا حارة من القلب و لكن دموعها لم تغلب عنفوانها، اما احزانها التي عاشتها في كربلاء فقد كانت احزانا انسانية تنفتح علي عناصر الحزن في الواقع من موقع القلب الرقيق و من قلب الانسان الذي يعيش عمق آلام الانسان الآخر قريبا أو حبيبا أو أخا او مؤمنا فزينب ابنة علي و ابنة فاطمة كانت علي خطي امّها في الانطلاق في ساحة الصراع لتؤكد موقف الحق بكل صلابه، لذلك قال بعض الشعراء عنها:
بأبي التي ورثت مصائب أمها فغدت تقابلها بصبر ابيها.[2]