منذ سنتين

التفاوت في امكانات البشر و مستوياتهم و نظرية العدل الالهي عند الامامية

كيف يمكن ان نُكيف تَحقُق العدالة التي هي ركن اركان الدين الاسلامي حسب المذهب الاثني عشري مع وجود هذه الاختلافات الرهيبة بين البشر في الاشكال و المراكز و المقامات و الاموال و الاولاد و غيره من نعم الحياة؟


‏قبل البدء في استعراض الاجابة عن السوال المطروح لابد من الاشارة الي نكتة جديرة بالاهتمام و هي ان وصف [ العدلية ] اي القائلين بالعدل لا يختص بالشيعة فقط بل هو صفة تشتمل [ الشيعة من جهة و المعتزلة من جهة اخري ] مقابل الاشاعرة. و اما جواب السؤال: ان النماذج التي ذكرت في مطاوي السؤال لا تنافي -و باي صورة كانت- العدل الالهي، و ذلك لاننا نعرف ان المشيئة الالهية اقتضت ان يسير النظام الكوني وفق مبدأ العلية بمعني ان لكل معلول علته الخاصة به و علي اساس هذا القانون فكلما تحققت العلة التامة تحقق المعلول لا محالة، و الامثلة التي ضربتها للتفاوت غير خارجة عن هذا القانون الكلي علما ان التفاوت غير التمييز و ذلك لأن التمييز يعني انه مع تحقق العلة التامة و وجودها في شخص معين مع ذلك نراها غير مؤثرة مثلا أو تعطي مردودا سلبيا، في الوقت الذي يكون توفرها في شخص آخر يعطي مردودا ايجابيا هذا تمييز ينافي العدالة و لا ينسجم مع الحكمة الالهية، و اما العدالة المبنية علي اساس نظام العلة و المعلول فانها تعني ان كل موجود يأخذ من الفيض الألهي بقدر وسعه و بقدر جهده و ارادته. و الجدير بالذكر ان التفاوت في العلل نابع من مصلحة و حكمة في ذلك و توضيحه يتطلب الرجوع الي المصنفات الكلامية المطولة.[1]