دفن السيدة زينب بنت علي عليهما السلام في القاهرة بمصر
هل صحيح السيدة ان زينب بنت علي(عليهما السلام) دفنت في القاهرة بمصر؟
تعددت الآراء في مرقد السيده زينب(ع) الي ثلاثة اقوال:
1ـ انها دفنت في المدينة (مقبرة البقيع).
2ـ إنها دفنت في مصر (قناطر السباع في القاهرة) يقع الضريح في الميدان المعروف (بميدان السيدة زينب(ع)).
3ـ في الشام (حومة دمشق).
اما النظرية الأولي: (دفنها في المدينة) و إن كانت نظرية معقولة و ممكنة و لكن الكتب التي ألفت في بيان تاريخ المدينة و مزاراتها لم تتعرض لذكر محل قبر السيدة زينب عليها السلام
و اما النظرية الثانية: (الدفن في مصر) ان أقدم سند تاريخي لهذه النظرية هو كتاب «اخبار الزينبات» تأليف النسابة العبيدلي و هو يحيي بن الحسن العقيقي بن جعفر بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الاصغر بن الامام علي بن الحسين المولود سنة 214و متوفي 277 ، و لكن يرد علي هذه النظرية بعدة اشكالات:
الف ـ ان الرواة الذين اعتمد عليهم العبيدلي و نقل عنهم اكثرهم مجاهيل، بل بعضهم مثل «مصعب بن عبد الله بن مصعب» يرجع الي احد البيوتات المعادية لأهل البيت عليهم السلام .
ب ـ مضمون الروايات التي ينقلها العبيدلي لا تخلو عن اشكال، و ذلك لأنه ورد في بعضها ان السيدة زينب عليها السلام قدمت الي مصر فقط، ولم تتعرض الي ذكر وفاتها أو محل دفنها، و مفاد بعضها غير قابل للتصديق و الاعتماد نظير الرواية التي تقول: ان عبد الله بن الزبير ثار للطلب بدم الامام الحسين عليه السلام.
او الرواية التي تقول ان (مسلمة بن مخلد) الذي هو من كبار دعاة و مريدي البيت الأموي و من المعادين لأمير المؤمنين عليه السلام ـ قام باستقبال السيده زينب كما تقول الرواية : إستقبلها مسلمة بن مخلد الأنصاري، امير مصر في وفد من اعيان البلاد و علمائها، قد خرجوا للقائها، فلما اطلت عليهم أجهشوا بالبكاء حتي اذا بلغت العاصمة مضي بها «مسلمة» الي داره فأقامت بها. و لما توفيت اشترك في تشيع جنازتها.
ج- ان المؤرخين بصورة عامة و المصرين خاصة الذين اهتموا بتدوين آثار بلادهم لم يتعرضوا لذكر مرقد السيدة زينب(ع) أو دخولها الي مصر، بل علي العكس من ذلك فقد صرحوا بانه لم يدخل الي مصر من اولاد علي(ع) أحد.
اما زينب المدفونة بمصر، فيظهر من خلال التحقيق و مراجع المصادر التاريخية انها «زينب بنت يحيي المتوج بن الحسن الانور بن زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام و قد كان من الطبيعي نسبت الافراد الي جدهم الاعلي، فيقال «زينب بنت علي بن ابي طالب(ع)»
النظرية الثالثة: «دفنها في دمشق» فهذه النظرية تدعمها الأدلة و الشواهد التاريخية الكثيرة، التي تقول ان السيدة زينب الكبري بنت علي امير المؤمنين عليه السلام، قد دفنت في الجنوب الشرقي من دمشق، في القبر الذي بني في السنوات الأخيرة علي نظام هندسي بديع جدا و يحيط بالحرم صحن واسع الأرجاء وفي الصحن غرف معدة للزوار ينزل بها الزائرون.[1]