منذ سنتين

السعادة الحقيقية للانسان

ما هي السعادة؟ وكيف يحققها الانسان؟ هل السعادة مقتصرة علي المسلمين وهل السعادة في الدنيا منفصلة عن السعادة في الآخرة اذا كان هناك غير مسلمين سعداء؟


ان مفهوم السعادة من المفاهيم الواضحة و هو التمتع بالنعم الالهية و الارتياح النفسي و العاقبة الحميدة. ثم ان السعادة تنقسم الي قسمين او نوعين: الاول: السعادة الابدية. الثانية: السعادة المنقطعة. و المهم من هذين القسمين هو السعادة الابدية التي ينبغي علي الانسان السعي الجاد لتحصيلها و تحقيقها، و نحن نعتقد ان الطريق الصحيح للحصول علي السعادة الابدية هو الطريق الذي رسمه اللّه تعالي للبشرية، و ان هذا الطريق هو الذي يحقق تلك السعادة، كما نعتقد ان الدين الذي تتوفر فيه ـ الآن ـ هذه الخصوصية هو الدين الاسلامي بتعاليمه السامية، حسب التفسير الامامي الوارد عن اهل البيت(ع). من خلال هذا التوضيح يظهر لك جواب القسم الثاني من السؤال، و ذلك لان السعادة في الدنيا سعادة غير ابدية بل هي منقطعة، نعم انها لا تنافي السعادة الاخروية، كما انها لا تلازمها. بمعني انه لو فرض ان انساناً منعماً في الدنيا و لكن هذا النعيم جاءه من طريق مشروع، فان هذا لا يعني انه لا بدّ ان يكون معذباً في الآخرة، كما انه لا تلازم بين كون الانسان منعماً في الدنيا فانه في الآخرة لا بد ان يكون منعماً أيضاً. فخلاصة القول: ان للسعادة الأبدية اسباباً خاصة، كما ان السعادة الدنيوية لها اسباب خاصة أيضاً، و هاتان السعادتان لا تنافي بينهما كما لا تلازم بينهما ايضاً. و قد ذكر القرآن الكريم بعض الآيات حول السعادة منها: قوله تعالي: ( مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثي‏ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَة) [1] و قوله تعالي: ( اسْتَجيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْييكُمْ ) [2] و قوله تعالي: ( يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلي‏ تِجارَةٍ تُنْجيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَليمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُجاهِدُونَ في‏ سَبيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُون‏) [3] و الذي يمكن ان نقوله بصورة كلية ان السعادة الواقعية بعد بعثة الرسول الاكرم(ص) قد انحصرت في اوساط المسلمين فقط، و ذلك من خلال الالتزام العملي بتعاليم الرسول(ص) من اداء الواجبات و اقامة المستحبات و الابتعاد عن المحرمات و المكروهات، فانه من خلال التمسّك بهذا الطريق القويم يمكن الوصول الي الكمال المعنوي و القرب الالهي، و هو السعادة الحقيقية.