منذ سنتين

ما هو المقصود بالعبارات الواردة في الدعاء لامام العصر(ع): ولاة العهد ,الأئمة من بعده ,ولاة الأمر,و هل يعني ذلك في زمن الرجعة

في آخر الدعاء لصاحب الأمر عجل الله تعالي فرجه، المروي عن يونس بن عبد الرحمن عن الإمام الرضا صلوات الله عليه و سلامه يُقراء 000اللهم صَلَّ علي ولاة عهده و الأئمة مِن بعده و بلغهم آمالهم و000و ولاةِ أمرك000 (مصباح المتهجد، شيخ الطائفة، تحقيق الشيخ حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي، بيروت، 1418 ص 293) مَنْ هم ولاة عهده؛ الأئمة من بعده و ولاة أمرك؟ هل هذا في الرجعة كما مذكور في إختصاص الشيخ المفيد ؟ أم في غيره؟


المقصود من ولاة العهد له (عج) هم بعض شيعته و محبوه عليه السلام الذين يتصدون لادارة الامور، كما كان في عصر الغيبة الصغري حيث انتخب (عج) مجموعة من السفراء الاربعة لادارة الامور، و هكذا كان الأمر عند باقي الأئمة عليهم السلام حيث نري مجموعة من المؤمنين يلازمون الائمة عليهم السلام. يساعدونهم في ادارة الامور، و ليس من المستبعد ان يكون للامام في عصر الغيبة الكبري مجموعة من الولاة و لعله هم المقصودون بالدعاء، و في هذا المجال توجد رواية يرويها الشيخ الطوسي في الغيبة ص 102 و كذلك النعماني في الغيبة ص 99 ( لابد لصاحب هذا الأمر من عزلة و لابد في عزلته من قوة و ما بثلاثين من وحشة، و نعم المنزل طيبة ) و الرواية صريحة بانه في زمن الغيبة هناك ثلاثون شخصاً يلازمون الامام (عج( يقول العلامة المجلسي في البحار ج 52 ص 158 طبع طهران بعد نقل هذه الرواية، ما مضمومه : تدل هذه الرواية علي وجود ثلاثين شخصاً من المقربين للامام يلازمون الامام (عج ) دائماً، و كلما توفي منهم شخص يعين مكانه شخص آخر و كذلك يمكن القول: ان المقصود من أولياء عهد الامام (عج) هم ال 313 من انصاره  والذين يمثلون القادة و الشخصيات من الطراز الاول مع الامام (ع ) في عصر الظهور و قد وردت رواية معتبرة في هذا المجال نقلها الشيخ لطف الله الصافي في كتابه منتخب الأثر ص .486 و اما المقصود من الأئمة في بعده (عج( في مجال بيان الجواب نقول: إن المراد من الائمة احد الاحتمالات الثلاثة التالية الاحتمال الاول: نقول المقصود من الائمة بعد الامام المهدي(عج) هم الائمة المعصومون علي عليه السلام و ابناؤه الي الامام العسكري(ع) و علي هذا الاحتمال تكون العبارة المنقولة عن الامام الرضا(ع) ناظرة الي مسألة الرجعة، كما جاء في متن السؤال، و هذا الحمل هو المرجح و المستحكم، لأن مسألة الرجعة توجد فيها الكثير من الروايات المعتبرة من الناحية السندية و التي نالت قبول معظم العلماء لها.  الاحتمال الثاني: ان المقصود من الائمة هم القادة و الشخصيات المتقدمة في حكومة الامام(عج) و ليس المقصود منهم الائمة المعصومون عليهم السلام، و حينئذ فلا علامة للدعاء بقضية الرجعة، و قد نقل الصدوق في كتابه )كمال الدين) عن أبي بصير قال: قلت للامام الصادق عليه السلام: يا ابن رسول الله سمعت من ابيك عليه السلام يقول: سيكون بعد القائم اثنا عشر اماماً؟ فقال الامام الصادق(ع) لقد قال ابي (اثنا عشر مهدياً) و لم يقل اثنا عشر اماماً! هؤلاء قوم من شيعتنا يدعون الناس للاخوة و المعرفة)[1].  و كذلك نقل الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة عن جعفر بن محمد البصري عن عمه حسين بن علي عن أبيه، روي الامام الصادق(ع) عن آبائه عليهم السلام قال أميرالمؤمنين: لما حضرت الرسول (ص) الوفاة قال لي: يا ابا الحسن آتني بصحيفة و دواة ثم أخذ (ص) يوصي حتي قال: يا علي سيكون بعدي اثنا عشر اماماً و بعدهم اثنا عشر مهدياً. يا علي انت اول الائمة ثم ذكر اسماء الائمة. حتي قال: و الحسن العسكري يسلم هذه الصحيحة الي ولده محمد هؤلاء اثنا عشر اماماً و بعد المهدي الموعود سيكون اثنا عشر مهدياً فاذا حضرته الوفاة فليسلم هذه الصحيفة لاول مهدي و الذي سيكون له ثلاثة اسماء.  و علي هذا الاساس يمكن حمل قوله و الائمة من بعده علي هؤلاء الافراد الذين لم يكونوا معصومين، و لا علاقة للدعاء بالرجعة.  الاحتمال الثالث: هناك طائفة من الروايات و الكلمات المنقولة و التي جاءت في خصوص الدعاء للامام المهدي(عج)، جاء فيها العبارة التالية "و الائمة من ولده" بدل «الائمة من بعده» نذكر علي سبيل المثال منها: 1ـ( و صلي علي وليك و ولاة عهده و الائمة من ولده و مد في اعمارهم ).[2] 2ـ و قال السيد الأجل علي بن طاووس في أواخر كتاب جمال الاسبوع بعده سوقه الصلاة المهدوية المعروفة التي اولها: " اللهم ... و في آخرها : و صلي علي وليك و ولاة عهدك و الائمة من ولده و زد في اعمارهم و زد في آجالهم ".[3] و كذلك جاء في البحار طبعة طهران‏: البحار ج 94 ص 83 الباب 30 الحديث 2. البحار ج 102 ص 114 الباب 7 الحديث 2. البحار ج 102 ص 135 الباب 7 الحديث 2. البحار ج 102 ص 228 الباب 9 الحديث 1. نفس الدعاء و لكن بلفظ «و الائمة من ولده» و علي هذا الاساس يكون من المحتمل ان المراد من عبارة «من بعده» يعني «من ولده» و لذلك يكون المقصود في الدعاء هم ولد الامام (عج) و لا علاقة للدعاء بمسألة الرجعة. و لا يخفي ان آية الله الشيخ صافي الگلبايگاني ... ضعف هذه الروايات من الناحية السندية في كتاب امامت و مهدويت ج 3 ثم صرح بعدم امكان الاعتماد عليها. بناء علي ذلك انه و ان كانت المحتملات الثلاثة ممكنة، و لكن الاحتمال الاول [و الحمل علي الرجعة] هو الاقوي و الأظهر. و اما المقصود من [ولاة امرك‏] فنقول: بما ان الدعاء الشريف متوجه الي الباري عز و جل، فحينئذ يكون المعني: اللهم ارسل صلواتك و تحياتك الي اوليائك! و يكون المقصود من الاولياء هنا هم الانبياء، و الاوصياء الالهيون فيكون الدعاء شاملاً لجميع الافراد.