الأدلة علي عدم تحريف القرآن و مناقشة آراء من قال بذلك
ما هي الأدلة علي تحريف القرآن أو عدم تحريفه ؟ هل حرف أم لم يحرف؟، علماً بان العديد من علمائنا الراحلين قد صرحوا بالتحريف؟
ان الثابت عندنا بالدليل القاطع ان القرآن الكريم لم يحرف، و هو نفسه الذي انزل علي النبي (ص) علما انكم قد ذكرتم ان الكثير من علمائنا قد صرحوا بالتحريف و لم تذكر لنا اسماءهم و اسماء الكتب التي صرحوا فيها بذلك لكي يتسني لنا الاجابة عنها بالتفصيل، و اما بخصوص الأدلة التي يمكن ان نذكرها لعدم التحريف فهي:
1ـ بديهة العقل: من بديهة العقل أن مثل القرآن الكريم يجب ان يسلم عن احتمال اي تحريف او تبديل فيه، حيث انه كان الكتاب الذي وقع ـ من اول يومه ـ موضع عناية امة كبيرة واعية كانت تقدسه و تعظمه في اجلال و إكبار و حفاوة حاشدة و من ثم كان الجميع في حراسته و المواظبة علي سلامته و بقائه مع الخلود ،فيا تري كيف يمكن لأهل الزيغ و الباطل التناوش من هذا الكتاب العزيز الحميد؟!
2ـ ضرورة تواتر القرآن: من الدلائل ذوات الشأن الداحضة لشبهة التحريف هي مسألة (ضرورة كون القرآن متواتراً) في مجموعة و في ابعاضه و ... المزید
3ـمسألة الاعجاز: ممايتنافي و احتمال التحريف في كتاب الله هي مسألة الاعجاز المتحدي به. و قد اعتبره العلماء من اكبر الدلائل علي نفي التحريف.
4ـ آية الحفظ: قال تعالي « انا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون » الحجر 9 ،ان هذه الآية ضمان للرسول(ص) و عهد من الله علي ان يبقي هذا القرآن سليما و محفوظا عن تناوش الأيدي، سلامة دائمة و بقاء مع بقاء الاسلام. مضافا الي ان حكمة التكليف تقتضي أيضا بهذا البقاء و السلامة الابدية.
5ـ نفي الباطل عنه: تعالي « و انه لكتاب عزيز * لايأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد » فصلت: 41 و 42.
هذه الآية أصرح دلالة من الاول، فقد وعد تعالي صيانته من الضياع و سلامته من حوادث الأزمان، مصونا محفوظا يشق طريقه الي الأمام بسلام.
6ـ العرض علي كتاب الله:
و أيضا من الدلائل علي رد شبهة التحريف هي مسألة عرض الأحاديث علي كتاب الله، فما وافق فهو صادق، و ما خالف فهو كاذب، قال الصادق(ع) قال رسول الله(ص): « إن علي كل حق حقيقة و علي كل صواب نورا، فما وافق كتاب الله فخذوه و ما خالف كتاب الله فدعوه ».[1]
الامر الذي يتنافي تماما مع احتمال التحريف في كتاب الله و ذلك من جهتين:
الجهة الأولي: أن المعروض عليه يجب ان يكون مقطوعا به [متواترا] لأنه المقياس الفارق بين الحق و الباطل و لا موضع للشك في نفس المقياس.
الجهة الثانية: أن العرض لابد ان يكون علي الموجود المتواتر لدي عامة المسلمين لما ذكرناه في ـ الجهة الاولي ـ من ان المقياس لابد ان يكون متواترا مقطوعا به و روايات التحريف اذا عرضت علي هذا الموجود بأيدينا كانت مخالفة له لأنها تنفي سلامة هذا الموجود، و تدل علي انه ليس ذلك الكتاب النازل علي رسول الله(ص)و هذا تكذيب صريح للكتاب، و مخالفة عارمة مع القرآن.
7ـ نصوص اهل البيت عليهم السلام: لدينا وفرة من احاديث اهل البيت(ع) تنص علي صيانة القرآن من التحريف اما تصريحا أو تلويحا.[2]