منذ سنتين

فلسفة طول عمر الامام المهدي(عج) وفائدته

ما فلسفة بقاء عمر صاحب الزمان عليه السلام الشريف إلي الان ؟


ان فكرة أو نظرية ظهور المصلح العالمي في آخر الزمان من النظريات التي شاعت و كثرت عند جميع الاديان و الاقوام و لا تختص بالشيعة و انما الذي تختص به الشيعة هو تحديد هذا المصلح و بيان مميزاته الشخصية و انه ابن الامام العسكري(ع) ... المزید ومن ولد الامام الحسين (ع). اما بخصوص طول عمره (عج): نقول كثر التساؤل عن امتداد عمر الامام عليه السلام و كيف عاش هذه المدة الطويلة و لا يخضع لاعراض الشيخوخة و الهرم، الذي هو ظاهرة طبيعية للانسان ... للجواب عن هذا السؤال نقول: ان اطالة عمر الانسان أمر ممكن عقلا و ليس مستحيلا، فلنفرضه كصعود الانسان الي القمر أوالي السيارات الاخري التي تبتعد عن الارض كثيرا، والتي كانت في يوم ما تعد من الامور المستحيلة و الآن و بفضل التطور العلمي اصبحت من الامور الواقعية التي لا يشك فيها احد من الناس ممن له اطلاع بالعلوم الحديثية، فكذلك اطالة عمر الامام المهدي عج ممكن علميا و خارجيا، خاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان القضية ترتبط بالمشيئة الألهية التي هي فوق كل القوي و القدرات، و قد حدثنا القرآن الكريم عن وجود مثل هذه الظاهرة في قصة نوح(ع) فان نبي الله نوح عليه السلام قد لبث في قومه الف عام الا خمسين سنة حسب ما نص عليه القرآن الكريم، فلماذا نقبل باطالة عمر نوح عليه السلام و لا نؤمن باطالة عمر الامام المنتظر عليه السلام و كل منهما موكل بالاصلاح الاجتماعي بين الناس؟ و هناك الكثير من الموارد التي كانت للعناية الالهية فيها مدخلية في انقاذ اوليائه الصالحين من خلال الاعجاز مثل نار ابراهيم عليه السلام ، واغراق فرعون بتلك الطريقة الاعجازية و غير ذلك ـ.[1] و اما لماذا هذا العمر المديد؟ ان من نظام الخلق أن البشر يجب في النهاية ان يخضعوا لقانون العدالة و يستسلموا للنظم العادلة، و ذلك لأن عالم الوجود بالقدر الذي نلاحظه، عبارة عن مجموعة من النظم .[2] و قد اوكل الي الامام عليه السلام انقاذ الانسان من التيارات المظلمة التي تعصف بحياته، و تجعله في متاهات سخيفة في مجاهيل هذه الحياة فالامام المهدي(عج) آخر مصلح اجتماعي في الارض فلابد ان تمر الأدوار المظلمة التي عاني منها الانسان الخطوب و المآسي ليكون هو عليه السلام الفصل الاخير الذي يفجر النور و يملأ الارض عدلا وقسطا. فلابد من العمر المديد لتجرب البشرية كل الحلول و لتطلع علي النظريات و انعكاساتها السلبية و حينئذ يكون الامام قد جاء بالبديل الطبيعي و الحق.[3]